مؤسسة كاشف الغطاء تستنكر الأفعال المسيئة للرسول (ص)

                                                            بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (التوبة61).

يومٌ بعد يوم.. تتزايد حدة الأعمال المغرضة التي تطال الشخوص الإسلامية، فالإسلام دين السلام، ودين التعايش والتفاهم، ولكل أمّة دينها، فالإسلام جامع الأديان السماوية وقاعدة انطلاق نحو مشروع إنساني نهضوي موحد. ونؤكد على ضرورة احترام الأديان السماوية، وجميع الأنبياء والمرسلين،والإيمان بهم، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة/285.

ولا يخفى على أحد ما تناقلته الوسائل المرئية في نشر الفيلم السينمائي المسيء لشخصية الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهي إساءة للعالم الإسلامي أجمع، والذي إن دلّ على شيء إنما يدل على عدم احترام الحريات والمعتقدات ومحاولة زعزعة اللحمة الأصيلة بين ابناء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.

إن هذا العمل المشين يؤدي إلى عدم الاستقرار والتعايش السلمي بين أبناء الشعوب أتباع الديانات المختلفة والمناهج الفكرية المتعددة ويؤدي إلى تداعيات عواقبها غير محمودة وتساهم في خلق بيئة مناسبة لمزيد من التواتر والصراع والعنف. فأيّ تعدٍ على قيمنا وعقيدتنا الإسلامية انما هو تعد على كل مسلم وإساءة شخصية لكل المسلمين مثلما هو تعدٍ على كل القيم الانسانية الروحية والحضارية والثقافية في العالم.

في الوقت الذي نستنكر هذا العمل المشين ونشجب كل الأفعال التي من شأنها محاولة ابعاد  أبناء الديانات عن بعضهم البعض، نؤيد ونساند الدعوة التي أصدرت من المرجعية الرشيدة العليا المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف) الموجهة إلى هيئة الأمم المتحدة بسنّ قانون يجرِّم كلّ من يسيء أو يعتدي على الشخوص الدينية المقدسة والمشاهد المشرّفة.

وإننا اليوم نذكّر المسلمين بضرورة عدم الاعتداء على الممتلكات العامة وإظهار مشاعر الغضب والرفض بصورة احتجاجات سلمية تظهر حضارة المسلم في استنكار واحتجاجه مستذكرين قول الله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (النساء 135).

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD