بين

جامعة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء

في النجف

و مجمع البحوث الإسلامية

في القاهرة

 

وفيه عرض لمواقف آل كاشف الغطاء من اليهود

 

تأليف

 

العلامة الجليل السيد كاظم الكفائي

 

مطبعة الآداب في النجف الأشرف

 

مكتبة كاشف الغطاء                                                           النجف الأشرف

 

1423هـ                                                                                 2002م

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وله الحمد

مقدمة المؤلف

لقد شعرت بعظيم الغبطة عندما أخرجت كتابي بين النجف و الأزهر الذي جمعت فيه أشتات الحوادث وضمنته أنواع الطرائف و اللطائف بأنفع مخرج و أوضح منهج ارتاح له الكتّاب وركنت له الخطباء و استمتعت به الشعراء وهذا ما دعاني ان أتقدم بهذا السفر النفيس لأكشف عن درر ثمينة وما صار وحدث في السفر الثاني للإمام الحجة المرجع الديني الأعلى الشيخ علي آل كاشف الغطاء للمؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية في القاهرة وسميته بين الجامعة و المجمع قاصداً بذلك جامعة الإمام الشيخ علي آل كاشف الغطاء ومجمع البحوث الإسلامية وقد آنست من نفسي أن اجعله على فصول . 

 

الفصل الأول

فيما سبق دعوة الإمام لمؤتمر مجمع البحوث الرابع

لقد سبق دعوته حفظه الله تعالى لهذا المؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية في القاهرة أمور كثيرة نظراً لأواصر الصلات بينه وبين أسرة الأزهر نذكر منها ما يحضر البال وما بقي له من الآثار منها دعوته لمؤتمر مجمع البحوث المذكور الثاني وقد شرحنا ذلك مفصلاً في كتابنا بين النجف الأشرف و الأزهر ومنها دعوة سماحته لمؤتمر مجمع البحوث المذكور الثالث و إنابته حفظه الله تعالى للمؤلف وفضيلة السيد محمد نعمة في الحضور عنه لأسباب مرضية و إليك نص الدعوة .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

  الأزهر

مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية

      السكرتارية الفنية

الإمام السيد / فضيلة الشيخ علي كاشف الغطاء .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد .

فبعون الله تعالى ومشيئته سينعقد المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية في يوم الجمعة 15 جمادى الآخرة سنة 1386 هـ الموافق 30 سبتمبر 1966 لمدة خمسة عشر يوماً وسيكون السادة المدعوون ضيوفاً على الأزهر أثناء انعقاد المؤتمر كما سيتحمل الأزهر نفقات سفرهم في الحضور و العودة . ويسرنا أن ندعوكم بأسم الأزهر لحضور هذا المؤتمر و المشاركة في أعماله.

و إنه لمن الاستجابة لداعي الله أن تلبوا دعوة الأزهر للمشاركة في هذا المؤتمر الإسلامي الكبير .وفقنا الله و إياكم إلى ما فيه مجد الإسلام وعزة المسلمين .

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

17 من صفر سنة 1386 هـ                                                  شيخ الأزهر                 

6 من يونيو سنة 1966 م                                                     حسن مأمون

وقد جاء في صحيفة الجمهورية المصرية الصادرة بتاريخ الاثنين 3 اكتوبر سنة 1966 تحت عنوان أخبار المؤتمر ما نصه :

يصل إلى القاهرة خلال أيام الإمام علي كاشف الغطاء الذي يعتبر المرجع الديني الأعلى للشيعة بالعراق للاشتراك في المؤتمر .

أعلن عميد جامعة الإمام علي كاشف الغطاء بالنجف إيمانه العميق بالآثار العظيمة للمؤتمرات التي يعقدها علماء المسلمين استنكر المؤتمرات التي يكون ظاهرها الرحمة و باطنها التحالف مع أعداء المسلمين و التآمر على مصالحهم.أكد استعداده التام للتعاون بين الشيعة والسنة وتأييده المطلق للتقارب بين المذاهب الإسلامية وقال ان أمنية توحيد أوائل الشهور العربية لا يمكن ان تتحقق الا إذا أصبحت الدول الإسلامية كلها دولة واحدة.و أشاد بالتقدم العظيم الذي أحرزته الجمهورية العربية المتحدة في كافة المجالات و الأعمال العظيمة التي قام بها الرئيس جمال عبد الناصر لخدمة الإسلام والعروبة.

و قد بدأ السيد كاظم الكفائي عميد جامعة الإمام علي كاشف الغطاء الدينية بالنجف الاشرف بالعراق حديثه للجمهورية عن مؤتمر علماء المسلمين فقال:

انا من الذين يؤمنون بالمؤتمرات الإسلامية و ما فلسفة إقامة الصلاة جماعة في كل يوم خمس مرات وما فلسفة الحج في كل عام الا لهذا الغرض النبيل و هو اجتماع المسلمين في كل يوم و في كل عام على صعيد الاخوة الإسلامية و قد ساهمت بالحضور في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية ف العام الماضي و تشرفت بمرافقة سيدي الإمام كاشف الغطاء كما شرفني أيضا في هذا العام ان أكون ممثلا عنه و عن مدرسته في هذا المؤتمر و بصحبتي الأستاذ السيد محمد السيد نعمة المدرس بمدرسة الإمام كاشف الغطاء كما ساهمت بإصدار كتاب أسميته بين النجف و الأزهر ووزع على الأعضاء مساهمة فعلية في هذا المؤتمر و انا عاجز عن الإفصاح و البيان بشعوري الحار تجاه هذا المؤتمر لأنني اعتبره الرائد الأول لاجتماع المسلمين للتعارف فيما بينهم و بالفعل حصلت هذه الثمرة بين جامعة النجف الاشرف و بين الجامع الأزهر.

و سألت فضيلته عن تحقق مشروع التقارب بين المذاهب الإسلامية فقال من ثمرات هذا المؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية و لا سيما المذهب الشيعي و المذهب السني و بالفعل فقد حدثت هذه الثمرة و ان كنت اقترحت في المؤتمر هذا العام لتكون الفائدة اعم و المنفعة اشمل عقد دورات كل عام في جميع البلدان الإسلامية و لا سيما في النجف الاشرف و طلبت من المؤتمر اخذ هذا الاقتراح بنظر الاعتبار و ان يكون موضع التنفيذ كما شرع المؤتمر في هذه السنة بعقد جلسة له في غزة تستغرق يومين فارجو أن يحقق الله هذه الأمنية و يجتمع السنة والشيعة في وادي النجف الاشرف حتى لا يبقى مجال للعدو و لا تبقى فجوة واسعة.

 

توحيد أوائل الشهور العربية

و تحدث فضيلته عن مشروع توحيد أوائل الشهور العربية بين جميع الدول الإسلامية فقال هذه أمنية و ان كانت لا تتحقق نقولها بصراحة وقد أثارها في العام الماضي سيدي الإمام كاشف الغطاء و بذل جهده في الجمهورية العربية المتحدة و في النجف الاشرف و حتى الآن لم نستطع ان نصل إلى نتيجة قاطعة والأسباب عديدة منها مذهبية و منها سياسية و منها أفقية و عندنا في الشرع اختلاف الأفق يوجب الاختلاف في رؤية الهلال فلذلك أقول ان ذلك لا يتحقق حتى و ان بذلت الجهود العظيمة نعم الا إذا كانت الدول الإسلامية دولة واحدة فيكون الحكم ماضيا على الجميع.

و أجاب السيد كاظم على سؤال عن رأيه في المتجرين بالدين فقال ان الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى و الله سبحانه و تعالى يعلم بالسرائر و ما تخفي الصدور فإذا كانت النوايا حسنة تنتج إنتاجا حسنا و العكس بالعكس و على ضوء ذلك فمن سن سنة حسنة فله اجرها و اجر من عمل بها إلى يوم القيامة و من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة فعلى هذا كله لو كان العمل(مليح)و باطنه(قبيح)أو هناك يد من وراء الستار تديره في الخفاء تدعم الكفر و الضلال و الاستعمار فهذا ما لا يرضى به الله و رسوله و هذه خيانة كبرى و الحلف إذا كان يتعاون مع الكفر و مع الاستعمار فقد نهى الله عن ذلك بقوله و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان فهذا تعاون مع العدوان ان كانت هذه نواياهم فمصيرهم الفشل و الخسران في الدارين.ثم تحدث فضيلته عن مدينة النجف فقال:

مدينة النجف عبارة عن جامعة دينية تضم عشرين الف طالب ديني و تعتبر مدينة بحوث حيث يقصدها الطلاب المهاجرون المبعوثون من جميع دول الإسلام و عندنا اليوم الكثير من طلاب الهند و الباكستان و إيران و أفغانستان(و تبت)بالصين و من سورية و لبنان و الحجاز و غيرهما من الدول الإسلامية العربية فهي عاصمة إسلامية و حاضرة العلم و الثقافة و الأدب فهي أشبه شيء بالجامع الأزهر و في بغداد كلية الشريعة الإسلامية و هي قريبة الشبه بكلية الشريعة في مصر و جميع مدارس العراق تهتم بالدراسة الدينية.

نهضة الجمهورية العربية

و اختتم السيد كاظم حديثه بالإشادة بنهضة الجمهورية العربية المتحدة و ما تقدمه من خدمات جليلة للعالم الإسلامي فقال:

و هذه ثاني زيارة لنا للقاهرة و ذلك بفضل مجمع البحوث الإسلامية و اعتبره مجمعاً للأرواح المؤمنة المسلمة فقد جمعنا و جمع أرواحنا فهو مجمع ببحوث و مجمع أرواح و رابطة صداقات و قد شاهدت الجمهورية العربية المتحدة على احسن ما يرام و كانت هناك ترسبات في ذهني غير صحيحة اعترف انها انهارت بعد ما لمست بعيني تقدما ملموساً في كل مكان قمت بزيارته و مشاهدته و لذلك فأنا أخالف من يقول بان ثورة 23 يوليو عيد ثورة انني أقول كل يوم يمر على الرئيس جمال عبد الناصر فهو 23 يوليو بل كل ثانية تمر على السيد الرئيس هي 23 يوليو فهي عيد فلذا أخاطبه فأقول:

يا زعيم البلاد يا منقذ الشعب
 لك في كل ليلة فجر صبح
 

 

مبيد الطغاة في كل آن
ثورة اثر ثورة في الثواني
 

 

  و قد تلقيت من السيد الرئيس رسالة شكر لا أزال احتفظ بها رمزا للحب و الولاء.

 

على كتابنا بين النجف و الأزهر.

و قد ألقى مؤلف الكتاب قصيدة في المؤتمر ننقل ما بقي عندنا منها تحت عنوان فلسطين الجريحة

أيهِ فلسطين الجريحة حدثي
قد نام عنك العرب نومة غافل
كانت يدا مغلولة فتطاولت
ماذا أقول و في لساني قرحة
إنا قضينا العمر نصرخ دائما
قالوا العروبة فهي عنك كفيلة
المسلمون و كل فرد منهم
حكم على الإسلام فرض واجب
 

يا مجمع الأبحاث انك رائد
و اعلن جهادا فالعدو بأرضنا
و اصرخ بوجه الظالمين و جمعهم
لتعود أمة احمد و لواؤها
الناس كل الناس شرع واحد
حرية الإسلام و العدل الذي
بالقسط قد سبق المبادئ كلها
هذا هو الإسلام في قانونه
 

يا وحدة الإسلام دين نبينا
قد جاء احمد للشعوب جميعها
هذي فلسطين و تلك رجالها
في نهضة ثورية اميّة
شذاذ منبوذي الشعوب تجمعوا
و عدوا على الشعب الامين وما
لابد ان تقف الشعوب لجنبنا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        

 

 

 

 

 

 

 

 

**

 

 

 

 

 

 

 

 

**

ان الحديث يفت صلد الجلمد
فتصهيني ان شئت أو فتهودي
و العار يا للعار قد غلت يدي
قلب العروبة يستباح لمعتدي
هل في صراخ القول حد مهند
 فكأنك لست ببنت محمد
عند الإله عليه يسأل في غد
إنقاذك في الشرع حكم تعبد
 

قم جرد الماضي بغير تردد
أو لست أنت بمسمع و بمرصد
و اجمع شتات اللاجئ المتشرد
الإسلام معلنة بمبدأ احمد
لا عبد يلثم أكعب المستعبد
قد جاء فيه محمد لم يجحد
فتساويا جنب المسود السيد
أعشت أشعته عيون الأرمد
 

يدعو بوحدتنا لرب أوحد
كل الشعوب بدين احمد تهتدي
يستنجدونك يا شعوب الا أنجد
تستنكرين لقيطة المتهود
و بأرضنا حملوا سما المتمرد
رعوا قدسية لكنيسة أو مسجد
و تحطم القيد الذي هو في يدي
 


 

 

و قد جاء في صحيفة صوت العرب البغدادية بعددها 370 الصادر في يوم الاثنين 2 رجب سنة 1386 هـ المصادف 17 تشرين الأول سنة 1966 م تحت:

اختتام المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية

قدم صباح أمس الأول على إحدى طائرات الخطوط الجوية المصرية ذات المحرك النفاث كل من العلامة السيد كاظم الكفائي و السيد محمد السيد نعمة مبعوثا آية الله حجة الإسلام و المسلمين و المرجع الديني الأعلى الإمام الشيخ علي آل كاشف الغطاء إلى المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية و سيتحفان المسلمين بما دارت من مناقشات و ما اتخذت من قرارات و ما تليت من بحوث أثناء جلسات المؤتمر و خلال مدة انعقاده.

ان المؤتمر الثالث الذي جاء لتحقيق كلمة التوحيد و لتوحيد الكلمة و لجمع صفوف الإسلام و المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها و للوقوف صفا واحدا إمام مؤامرات و حبائل و دسائس الاستعمار و عملائه و لبعث المثل الإسلامية العليا و لاعادة إشراقة فجر الإسلام الذي شع بالهدى و الحضارة و العلم و العرفان بعد أن  وهنت اليد المصرفة ووهي العقد النظيم و انقسم الملك إلى دويلات تتنافس في الحكم و تتخاذل في الشدة فلأعادة سناء ورفعة الإسلام في صحو شامل حيث لا غيوم تحجب ضوءه و لا عواطف تبدد سناه فكان انعقاد هذا المؤتمر الإسلامي صفعة مميتة لكل المحاولات الدنيئة و المبيتة ضد القيم و المثل الإسلامية القويمة الرشيدة.

و قد تناقلت الصحف العربية و العراقية أنباء المؤتمر و أخبار مبعوثي الإمام آية الله العظمى الشيخ علي كاشف الغطاء فجاء في صحيفة المنار بعددها 3533 في يوم الاثنين 3 رجب سنة 1386 هـ الموافق 17 تشرين الأول سنة 1966 م ما نصه:

قدم بغداد صباح أمس العلامة السيد كاظم الكفائي و السيد محمد السيد نعمة مبعوثا آية الله حجة الإسلام و المسلمين و المرجع الديني الأعلى الشيخ علي كاشف الغطاء إلى المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية و سيتحفان المسلمين بما دارت من مناقشات و ما اتخذت من قرارات و ما تليت من بحوث أثناء جلسات المؤتمر و خلال مدة انعقاده.

و جاء في صحيفة الفجر الجديد العراقية بعددها 1424 في يوم الاثنين المصادف 2 رجب سنة 1386 هـ الموافق 17 تشرين الأول سنة 1966 م تحت عنوان:

 

عودة الكفائي و محمد السيد نعمة

و صل بغداد بطريق الجو العلامة السيد كاظم الكفائي و السيد محمد السيد نعمة مبعوثا آية الله و المرجع الديني الإمام الشيخ علي آل كاشف الغطاء إلى المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية الذي عقد في القاهرة.

و جاء في جريدة البلد البغدادية بعددها 728 الصادرة في 2 رجب سنة 1386 هـ المصادف 17 تشرين الأول سنة 1966 م تحت عنوان:

عالمان عراقيان يعودان من القاهرة

قدم صباح أمس على إحدى طائرات الخطوط الجوية المصرية كل من السيدين كاظم الكفائي و محمد السيد نعمة مبعوثا حجة الإسلام و المسلمين الشيخ علي آل كاشف الغطاء إلى المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية.

و مما سبق دعوته المذكورة ما جاءه حفظه الله حول معرفة رأيه عن التأمين و إلى القاريء ما دار في ذلك من الرسائل.

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

              سفارة

الجمهورية العربية المتحدة                                          التاريخ 29/8/1967

              بغداد

آية الله فضيلة الأستاذ الشيخ علي كاشف الغطاء.

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ـ وبعد,

أتشرف بأن أرفق ـ مع هذا ـ الرسالة التي بعث بها مجمع ـ البحوث الإسلامية بالازهر الشريف للتعرف على رأي سيادتكم في الحكم الشرعي لأنواع التأمين الخاص الذي تقوم به الشركات تمهيدا لاصدار حكم في هذا الموضوع.

و قد قام المجمع بارسال رسائل مماثلة إلى علماء المسلمين في جميع الاقطار الإسلامية للتعاون في هذه المهمة الإسلامية الجليلة.

و نأمل أن يصلنا الرد في أقرب وقت مستطاع,ليتسنّى ابلاغه إلى مجمع البحوث الإسلامية كطلبة.

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته,

                                                                                 المخلص   

                                                                             لطفي متولي                

                                                                      سفير الجمهورية العربية       

                                                                         المتحدة في بغداد           

بسم الله الرحمن الرحيم

            الأزهر

مجمع البحوث الإسلامية

    السكرتارية الفنية

السيد/الإمام اية الله علي كاشف الغطاء.

إمام الشيعة الأثنى  عشرية.

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته وبعد،

فان التأمين الذي تقوم به الشركات التجارية نشأ بين الأمم الأوربية من زمن بعيد؛و ظهرت بعض أنواع منه في بعض الأقطار  الإسلامية في أواخر النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري,ثم تكاثرت أنواعه و انتشرت شركاته في الأقطار الإسلامية.

و التأمين الذي تقوم به الشركات هو الذي يطلق عليه رجال القانون و رجال الاقتصاد اسم التأمين الخاص في مقابلة التأمين التعاوني و الاجتماعي,و انواع التأمين الخاص كثيرة جدا.

و نظرا لكثرة أنواعه و اختلاف المخاطر التي يواجهها كالموت و الشيخوخة و العجز و الحوادث الجسمية والمادية و الحريق و الاختلاس و السرقة و غيرها و قع اختلاف في تعريفه.فرجال القانون يقولون انه عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدي إلى المستأمن,أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين لصالحه مبلغا من المال,أو ايرادا مرتبا أو أي عوض مالي آخر في حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد؛و ذلك في نظير قسط أو اية دفعة مالية أخرى يؤديها المستأمن للمؤمن.

و رغبة من رجال الاقتصاد في بيان ان المخاطرة فيه ليست ذات شأن ارتضوا القول بأنه عملية يحصل بها المستأمن على تعهد لصالحه أو لصالح غيره,بان يدفع له المؤمن عوضا ماليا في حالة تحقق خطر معين,و ذلك في نظر مقابل مالي هو القسط,و تبني هذه العملية على تحمل المؤمن تبعة مجموعة من المخاطر باجراء المقاصد بينها و فقا لقوانين الاحصاء.

و الجميع يقسمون هذا التأمين الخاص إلى الأقسام الاتية:

 

أولا:التأمين على الأشخاص

و التأمين على الأشخاص عقد يتعلق بشخص المستأمن هدفه منه تامين نفسه,أو تأمين المستفيد من نتائج الأخطار التي تهدد حياته أو سلامة جسمه أو صحته أو قدرته على العمل و هو تأمين لا يقوم على تعويض الضرر.بل يستولي المستأمن,أو المستفيد على مقدار التأمين المتفق عليه بأكمله إذا تحقق الخطر الذي كان التأمين من اجله من غير نظر إلى قيمة الضرر الذي أصابه و لا إلى حصول ضرر أو عدم حصوله.و هو تامين من الإصابات,و تأمين على الحياة.

آ ـ التأمين من الإصابات

هو تأمين مما يصيب الإنسان لسبب خارجي مفاجيء فيودي بحياته أو يصيبه في جسمه,كأن يموت في حادث مفاجيء أو يصاب بما يسبب عجزه عن العمل,و يستحق المستفيد أو المستأمن مبلغ التأمين متى تحقق هذه الخطر.

ب ـ التأمين على الحياة

عقد يلتزم به المؤمن ـ مقابل اقساط ـ بأن يدفع للمستأمن أو لشخص ثالث مقدارا من المال إذا مات المستامن,أو إذا بقى حيا بعد مضي مدة معينة,و التأمين قد يكون مقدارا من المال يدفع لمستحقه دفعة واحدة,و قد يكون ايرادا مرتبا مدى حياة المستحق,طبقا لما يقع عليه الاتفاق.و إذا كان التأمين,على الحياة موقتا بمدة معينة و لم يمت المستأمن خلال هذه المدة برئت ذمة المؤمن و ضاعت على المستأمن الاقساط التي اداها إليه.و إذا كان التأمين على الحياة غير موقت بمدة و كان لمصلحة ثالث و مات هذا المستفيد قبل المستأمن برئت ذمة المؤمن و ضاع على المستأمن ما دفعه من الاقساط غير انه لا يطالب بشيء من الاقساط الباقية ان وجدت.

و إذا كان التأمين واردا على ان يدفع مقداره في وقت معين و بقى حيا إلى هذا الوقت استحق المستفيد مقدار هذا التأمين,و إذا مات قبل هذا الوقت انتهى عقد التأمين و برئت ذمة المؤمن و ضاعت الاقساط.

و للتأمين على الحياة صور أخرى يمكن الوقوف عليها من المؤلفات القانونية والمؤلفات الاقتصادية.

ثانيا ـ التأمين على الأشياء

التأمين على الاشياء هدفه تامين المستامن من ضرر يصيب ماله بطريق مباشر,و قد يكون محل التأمين عينا معينة بذاتها,و قد يكون العين نوع محل التأمين لا ذاته,كالتأمين على البضاعة أو أي امتعة توجد في مكان بعينه,و كالتأمين من السرقة أو الضياع على ما يحصل الصيارفة من النقود.

و عقد التأمين على الأشياء لا يظهر فيه سوى شخصين,هما المؤمن و المستأمن,وهو في هذا كالتأمين على الأشخاص و في هذا العقد يعين عادة حد اقصى من النقود يقع عليه التأمين.

و هذا العقد ليس مصدرا لاثراء المستأمن,و يقتصر اثره على تعويضه في حدود الضرر الذي لحقه,و هو لا يستحق الا اقل القيمتين,مبلغ التأمين,وقيمة الضرر.حتى لو فرض ان تعدد منه التأمين على هذه الأشياء لدى جهات تأمين مختلفة.و هذا التأمين قد يكون تأميناً من السرقة,أو التبديد,أو الخيانة و قد يكون تأمينا لكفالة الوفاء بدين المستأمن على غيره,أو لوقايته من اعسار مدينه,و قد يكون تأمينا من تلف المزروعات أو هلاك الماشية,و قد يكون تأمينا من الحريق,و هو أهم انواع التأمين على الأشياء,و له احكامه الكثيرة المفصلة في المؤلفات و الموجزة في عقود التأمين وهي في العادة تسري في سائر انواع التأمين على الأشياء.

ثالثا التأمين من المسؤولية

هو عقد يلتزم به المؤمن للمستأمن بتحمل الضرر الذي يلحقه من جراء رجوع الغير عليه بالمسؤولية المالية,فهو عقد يظهر ثلاثة اشخاص,هم المؤمن و المستامن و صاحب المسؤولية,و لهذا التأمين صفة الضرر كالتأمين على الأشياء,و التأمين من المسؤولية قد يكون تأمينا من خطر معين,و هو تأمين على قيمة مقدرة أو قابلة للتقدير,و يكون ذلك في التأمين من المسؤولية عن شيء معين في يد غير مالكه الذي يكون مسؤولا امام مالكه عن قيمته,كمسؤولية المستاجر عن حريق العين المستأجرة,و مسؤولية أمين النقل عن البضائع التي ينقلها.

و قد يكون تأمينا من خطر غير معين,كمسؤولية حوادث العمل,و حوادث النقل,و حوادث السيارات.

 و إذا كان التأمين قد حدد بمبلغ معين لا يكون المؤمن ضامنا للمسؤولية الا في حدود هذا المبلغ,و إذا كان غير محدد بمبلغ معين يكون المؤمن ضامنا للمسؤولية أيا كان مقدارها.

 

هذه هي أهم انواع التأمين الخاص الذي تقوم به الشركات التجارية,و هذه هي طبيعتها التي تكفي لابداء وجهة النظر الإسلامية فيها.و من أراد التوسع و الوقوف على التفصيلات امكنه الرجوع إلى ما الف في موضوع التأمين باللغة العربية و غيرها

و منذ أن ظهر التأمين في الاقطار الإسلامية تناوله بعض المؤلفين ورجال الفقه الإسلامي,و كلما ازداد انتشار شركاته و اتسعت الدعاية له كثر الخوض فيه فتناوله العلماء و غيرهم فرادى و في بعض الهيئات,و اختلفت آراؤهم فيه اختلافا بينا.

فمنهم من لم يجزه أصلا محاولة تطبيق أحكام العقود المعروفة في الفقه الإسلامي،ومنهم من أجاز التأمين بجميع أنواعه،ومنهم من أجاز بعض أنواعه دون البعض الآخر.

وقد أثيرت في بحوث الباحثين على اختلافهم المسائل الفقهية الآتية :

جواز أحداث عقود غير المعروفة في صدر الإسلام أو عدم جوازه.

تطبيق أحكام الضمان و الكفالة على التأمين أو عدم تطبيقها.

أحكام الجهالة و الغرر و القمار و المراهنة.

هل في التأمين أكل لأموال الناس بالباطل أو  لا؟

هل في بعض انواعها ربا أو شبهة الربا أو هو خلو من ذلك؟

هل يمكن ان يطبق على التأمين أحكام عقد الصرف أو لا؟

هل فيه إعانة للشركات على الاستغلال المحرم أولا؟و إذا كانت فيه هذه الاعانة هل تبطله شرعا أو لا؟هل فيه غبن مبطل أو لا؟

هل في اباحته للمسلمين ابطال لمقوماتهم و خصائصهم الدينية بدون حاجة إليه أو ليس فيها شيء من ذلك؟هل يصح الاستناد في اباحته إلى العرف و الضرورة الاجتماعية أو لا يصح؟إلى غير ذلك من المسائل الفقهية التي دعا إليها التوسع في البحث.

وقد عرض بحث في موضوع التأمين بجميع أنواعه في المؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر،فقرر المؤتمر الاستمرار في دراسة أنواع التأمين الخاص الذي تقوم به الشركات بواسطة لجنة جامعة لعلماء الشريعة الإسلامية و الخبراء الاقتصاديين و القانونين و الاجتماعيين.

و الامانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.إذ تبلغكم هذه الخلاصة لمسائل التأمين الخاص الذي تقوم به الشركات،ترجو موافاتها برأيكم – في اقرب فرصة ممكنة – في المشكلات التي يثيرها هذا النوع من التأمين,وفي الحكم الشرعي الخاص بها.و ذلك تنفيذاً منها لقرار مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الذي يقضي بالوقوف على اراء علماء المسلمين في جميع الاقطار الإسلامية بالقدر المستطاع قبل اصدار الحكم في هذا النوع من التأمين.

و الله الموفق.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،

/  /1967

                                                            الأمين العام

                                                             لمجمع البحوث الإسلامية

                                                            دكتور محمود حب الله

 

بسم الله الرحمن الرحيم

                  جامعة

الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء

     الدينية في النجف الاشرف

العدد 372

التاريخ 1/9/1967

الأستاذ الكبير السيد لطفي المتولي سفير الجمهورية المتحدة في بغداد المحترم.

تحية و دعاء بخير الدنيا و الآخرة.

وبعد

فان عمادة جامعة آية الله الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء تهديكم اسمي آيات الود و الاحترام الوافر آملة من الباري جلت قدرته ان يوفقكم لما فيه النجاح المتواصل في حقل عملكم.

 

ويسرها ان تنقل لكم جواب سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء على كتاب مجمع البحوث الإسلامية و رأي سماحته في الحكم الشرعي لأنواع التأمين الخاص الذي تقوم به الشركات.

مع اجمل تحيات الإمام كاشف الغطاء.

ولكم فائق الاحترام.

                                                                          العميد

                                                                           السيد كاظم الكفائي

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

العلامة الجليل الدكتور محمود حب الله الامين العام لمجمع البحوث الإسلامية المحترم السلام عليكم و الدعاء لكم بخير الدنيا و الآخرة.

اشارة لكتابكم المتضمن للاستفتاء عن الحكم الشرعي للتأمين الذي تقوم به الشركات بانواعه نعلمكم ان البحث عن حكم التأمين الشرعي من حيث انه نافذ المفعول عند الشارع أو انه معاملة فاسدة لا تقتضيها الموازين الشرعية يتطلب عرض الفقيه له على ما يحتمل تطبيقه عليه من المعاملات الشرعية و مع عدم الظفر لا بد له من الرجوع للقواعد العامة الشرعية و مع عدم شمولها له يرجع للاصول العملية الشرعية العامة فيحكم بما تقتضيه و عليه لابد ان نستقرىء المعاملات الشرعية فنرى أياً منها يحتمل تطبيقها عليه.و الذي نحتمل انه منها هو الضمان أو الهبة المشروطة بتحمل الخسارة أو الصلح المشروط بتحمل الخسارة فانه له تمام الشبه بمعامله الضمان بل انه من صغرياتها فان الضمان هو ادخال المضمون في عهدة الضامن و القيام بكافة ما يترتب على هذا الادخال ولا مانع من شمول عمومات الضمان له نعم إنما يقع الإشكال من جهتين(إحداهما)ان التأمين قد يعلق على بعض الشروط و التعليق في المعاملة يوجب بطلانها عند بعض المسلمين و لكن لنا دفعهُ حتى على هذا المبنى بان نقول ان الاشتراط في التأمين من قبيل الالتزام في ضمن الالتزام كما هو الشأن في كثير من المعاملات.

ثانيهما – ان الضمان يحتاج إلى لفظ ينشأ به الايجاب و إلى لفظ مخصوص ينشأ به القبول – و في التأمين لا يوجد الا التوقيع و التصدير دون أي لفظ في البين ولكن لنا أيضا دفعهُ بان الايجاب و القبول من الأمور الانتزاعية توجد باسبابها الموجبة لانتزاعها فقد تنتزع من اللفظ وقد تنتزع من الفعل.ألا ترى ان توقيع الصك ينتزع منه قبوله له وكثير من الفقهاء من اعتبر سكوت البنت البكر في مقام العقد عليها قبولا ولا ريب ان توقيع الوثيقة ينتزع منه الايجاب لانشاء الضمان كما ان تصديرها من الشركة ينتزع منه القبول وان لم يسلم انه داخل في الضمان فيمكن ادخاله في الهبة المشروطة بتحمل الخسارة لا الهبة المشروطة بالضمان و الا جاء الكلام السابق ويتصور هذا الوجه بان يهب المستأمن ماله للشركة بشرط ان تتحمل الشركة الخسارة ان حدث حادث بالنفس أو المال و ليس هذا شرطا من الشروط المخالفة لتبطل به الهبة أو انها تقع الهبة و لكنها تقع غير مشروطة بل هو شرط جائز لا مانع فيه وعليه يكون التأمين من صغريات هذه المعاملة وان لم يسلم انه داخل في الهبة المشروطة فيمكن ادخاله في الصلح المشروط حيث ان في التأمين يتصالح الطرفان على ان يتحمل أحدهما وهو الشركة مقدارا من المال عندما يقع الحادث المعين بشرط ان يدفع الطرف الآخر مقدارا معينا من المال وان لم يسلم ذلك كله فلا بد ان نعتبر التأمين معاملة مستقلة و لنا ان نقول ان القواعد العامة قاضية بصحتها لقوله تعالى ": يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ" و كقوله تعالى :" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" فان مقتضى عموم العقد و مقتضى إطلاق التجارة وان الشارع في مقام البيان لا الاهمال ولا الاجمال هو صحة معاملة التأمين فانه عقد من العقود و تجارة من التجارات وقعت عن تراضٍ فالحق صحة

 

التأمين و نفوذ مفعوله شرعاً بمقتضى ما قدمناه.نعم هناك نوع من التأمين غير صحيح وهو الذي يشتمل على الفائدة الربوية وهو ان تأخذ الشركة المال بعنوان الدين و القرض ثم تدفع المبلغ الذي دفعه طالب التأمين بعنوان الوفاء للدين مع الفوائد التي تجمعت عليه لانه يكون إذ ذاك دفع المال للشركة من قبيل القرض لها يكون دفع اصل المال مع الفوائد لوصي طالب التأمين أو لوارثه من قبيل اعادة المال مع الفائدة وهو الربا في القرض بعينه و اما ما جعله بعضهم موجبا لفساده من الغرر و الجهالة الموجودين فيه فهو غير صحيح لان الجهالة المبطلة للمعاملة الجهالة من جميع الوجوه و الغرر المبطل للمعاملة هو الذي لا يرتضيه العقلاء و تعد المعاملة معه أشبه بالسفه و اما دعوى كونه من المعاملة الربوية فهي فاسدة إذ لم يكن فيه بدلية المال بالمال و إنما المال يجعل عوض المحافظة عليه و الخسارة فيه و الفرق بينهما واضح واما دعوى حكومة العقل بعدم صحته فهي دعوى خالية عن البرهان فلا يسمعها ذو الفهم والوجدان…

                                                                                      الشيخ

                                                                            علي آل كاشف الغطاء

و مما سبق الدعوة المذكورة ما جاء لسماحته حفظه الله تعالى من الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ما يلي مع كتاب من سفارة الجمهورية العربية المتحدة في بغداد المحترمة و اليك نص كتاب السفارة.

بسم الله الرحمن الرحيم

               سفارة

الجمهورية العربية المتحدة

             بغداد

رقم القيد146/12

التاريخ 17/2/1968

السيد الأستاذ/سماحة الإمام علي كاشف الغطاء ــ امام الاثنى عشرية.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

مرفق – مع هذا – خطاب موضح به الموضوعات التي اختارها مجلس مجمع البحوث الإسلامية حول العدوان الاسرائيلي من النواحي الدينية و التاريخية و الانسانية.

و يسر السفارة أن يتلقى الكتابة في هذه الموضوعات من سيادتكم لما لكم من مكانة بين علماء المسلمين,و ذلك حتى يتسنى ارسالها للمجلس المذكور.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                                                                                   القائم بالاعمال بالنيابة

                                                                                        علاء الدين خيرت

و إليكم نص كتاب الامين العام لمجمع البحوث الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

            الأزهر

مجمع البحوث الإسلامية

   السكرتارية الفنية

السيد/علي كاشف الغطاء – إمام الاثنى عشرية

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته                           وبعد

فان الامانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية تعمل على جمع رسائل مركزة حول الموضوعات المتصلة بالعدوان الاسرائيلي و قضية فلسطين من النواحي الدينية و التاريخية و الانسانية و تجدون مع هذا قائمة بالموضوعات التي يمكنكم أن تختاروا من بينها ما تشاؤون للكتابة فيه.

و نرجو ان تفيدونا باختياركم في اقرب وقت ممكن على ان توافونا بالبحث الذي تكتبونه في موعد لا يتجاوز الاسبوع الأول من مارس القادم.و لكم وافر الشكر.

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

22 من شوال 1387                                                   الامين العام

22 من يناير 1986                                                لمجمع البحوث السلامية

                                                                          الدكتور محمود حب الله   

                                                                         

و إليكم نص القائمة المرسلة مع الكتاب.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

          الازهر

مجمع البحوث الإسلامية

   السكرتارية الفنية

بيان

بموضوعات بحوث المؤتمر الرابع(1388 هـ – 1968 م)التي اقترحها مجلس البحوث الإسلامية في جلسته بتاريخ 16/1/1968 .

  1. موقف اليهود من الإسلام و المسلمين في العصر الأول.
  2. موقف اليهود من الإسلام و المسلمين في العصر الاوسط.
  3. موقف اليهود و الصهيونية من الإسلام و المسلمين في العصر الحديث.
  4. الاسرائيليات في التفسير و الحديث.
  5. حقوق العرب في فلسطين.
  6. المسلمون و مشكلة فلسطين.
  7. بعض كتابات الغرب عن العرب و اسرائيل.
  8. الجهاد في الإسلام.
  9. حكم المتخلفين عن الجهاد في الإسلام.
  10. مكانة بيت المقدس في الإسلام.
  11. اللاجئون.

 

الفصل الثاني

في الدعوة لسماحة الإمام كاشف الغطاء

لقد ارسل سماحته على زمرة من افاضل أساتذة الجامعة و كنت احدهم و اطلعنا على الدعوة الموجهة إليه من مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الرابع فقال لنا حفظه الله اني أرى تلبية الدعوة واجباً دينياً لأن محط البحث هو قضية فلسطين التي كسرت فيها بيضة المسلمين ثم استرسل في الحديث فقال لقد تعاقبت الأيام و الشهور و توالت السنون و العصور و نحن نخبط خبط عشواء لا نهتدي إلى سواء السبيل ولم نستكشف الأحاجي التي تسترت بها اليهودية ولعبت في ظلها الصهيونية ولم نوفق إلى معرفة ما تنطلي عليها نواياها السرية و إذا بها تتربع دست الحكم في ارض فلسطين و تتطاول على اراضي المسلمين و إليكم نص الدعوة من المؤتمر و كانت مشفوعة برسالة من القائم بالاعمال بالنيابة(علاء الدين خيرت)

وهذا نص الكتاب الذي ارسله إلينا:

الدعوة للمؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية

             سفارة

الجمهورية العربية المتحدة                                      تحريراً 24 /8/1968

            بغداد

رقم القيد – 65 /5

عدد المرفقات – 2

السيد الأستاذ سماحة الإمام الشيخ  

          علي كاشف الغطاء

           امام الاثني عشرية 

          النجف الأشرف

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

يسرني ان انقل لسيادتكم رغبة مجمع البحوث الإسلامية بالازهر في توجيه الدعوة المرفقة لسيادتكم للاشتراك في المؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية الذي تقرر عقده بمشيئة الله ابتداءاً من يوم الجمعة 5 من رجب سنة 1388 هـ الموافق 27 من سبتمبر سنة 1968 .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,

                                                                        القائم بالاعمال بالنيابة

                                                                          علاء الدين خيرت

و هذا نص الدعوة المرسلة من الشيخ الجليل العلامة الكبير شيخ الأزهر حسن مأمون.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

                الأزهر

مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية

        السكرتارية الفنية

  السيد /الأستاذ صاحب السماحة الإمام 

                الشيخ علي كاشف الغطاء

       السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

و بعد

فبعون الله تعالى و مشيئته سينعقد المؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية في الجمعة 5 من رجب سنة 1388 هـ الموافق 27 من سبتمبر 1968 لمدة عشرة أيام و سيكون السادة المدعوون ضيوفا على الأزهر أثناء انعقاد المؤتمر كما سيتحمل الأزهر نفقات سفرهم في الحضور و العودة.

و يسرنا ان ندعوكم باسم الأزهر لحضور هذا المؤتمر و المشاركة في اعماله.

و انه لمن الاستجابة لداعي الله أن تلبوا دعوة الأزهر لمشاركة في هذا المؤتمر الإسلامي الكبير.

و فقنا الله و اياكم إلى ما فيه مجد الإسلام و عزة المسلمين .

و السلام  عليكم و رحمة الله و بركاته,                                

                                                                                           شيخ الأزهر

 14 من جمادي الأول سنة 1388 هـ                                        حسن مأمون

8 من اغسطس سنة 1968 م

و هذا بيان الموضوعات

بسم الله الرحمن الرحيم

         الأزهر

مجمع البحوث الإسلامية

    السكرتارية الفنية

بيان

بموضوعات بحوث المؤتمر الرابع(1388هـ – 1986 م)التي اقترحها مجلس مجمع البحوث الإسلامية في جلسته بتأريخ 16/1/1968 .

  1. موقف اليهود من الإسلام و المسلمين في العصر الأول.
  2. موقف اليهود من الإسلام و المسلمين في العصر الاوسط.
  3. موقف اليهود و الصهيونية من الإسلام و المسلمين في العصر الحديث.
  4. الاسرائيليات في التفسير و الحديث.
  5. حقوق العرب في فلسطين.
  6. المسلمون و مشكلة فلسطين.
  7. بعض كتابات الغرب عن العرب و اسرائيل.
  8. الجهاد في الإسلام.
  9. حكم المتخلفين عن الجهاد في الإسلام.
  10. مكانة بيت المقدس في الإسلام.
  11. اللاجئون.

موقف الصحافة من الدعوة

لقد اشارت الصحف العراقية الغراء إلى دعوة سماحة الحجة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء للحضور في مجمع البحوث فقالت صحيفة التآخي الغراء بعددها الاثنين 30 /9/1968 فقالت تحت عنوان بارز.

 

الإمام كاشف الغطاء يغادر إلى القاهرة  

بناء على الظروف الحالية التي تجتازها الأمة العربية و الأمة الإسلامية و خطورة الاوضاع المحيطة ببعض الدول العربية الأمر الذي يستوجب جمع الكلمة و توحيد الصف و تعبئة الرأي العام لمواجهة كافة الاحتمالات لذلك قرر سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء الاستجابة للدعوة التي تلقاها سماحته لحضور مؤتمر البحوث الإسلامية المنعقد حاليا في القاهرة.و سوف يغادر سماحته على رأس و فد من علماء الدين الأفاضل و ذلك بعد أداء صلاة الجماعة في حرم الكاظمين المقدس.و في الساعة الرابعة من بعد الظهر يوم الثلاثاء المصادف 1/10/1968 يغادر سماحته العراق متوجها إلى القاهرة على طائرات الخطوط الجوية العربية.

و قالت صحيفة الجمهورية بعددها 241 الاثنين 16/9/1968 تحت عنوان بارز.

الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء يتلقى دعوة من شيخ الأزهر   

يستعد سماحة العلامة الإمام علي كاشف الغطاء للتوجه إلى القاهرة لحضور مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية المنعقد في القاهرة بعد ان تلقى سماحته الدعوة الرسمية من سماحة شيخ الأزهر حسن مأمون.و اطلعنا على ان سيكون بمعيته نخبة صالحة من رجال الدين الأفاضل و من المعلوم ان المؤتمر سينعقد في ظروف حرجة تمر بها الأمة العربية و ستطرح فيه المسائل التي تتعلق بالقضية العربية و موقف الإسلام من الصهيونية و بمثل ذلك قالت مجلة العدل الغراء في جزئها الحادي عشر و الثاني عشر لسنتها الثالثة ص 483 و لا يحضرني فعلا باقي الصحف التي اشارت لهذا الموضوع.

الفصل الثالث

موقف آل كاشف الغطاء من اليهود

موقف جد الاسرة من اليهود   

 و لست بمغالٍ إذا قلت ان لاسرة آل كاشف الغطاء اليد الطولى في محاربة اليهود فقد حاربهم في العراق جدهم الأعلى الشيخ الكبير الشيخ جعفر صاحب كتاب كشف الغطاء يوم احتلوا اراضي الحلة الفيحاء قرب مرقد ذي الكفل  عليه السلام  و حاولوا تهويد اهاليها و قاربوا ذلك لولا أن ينبري  رحمه الله  للسفر لأهلها مع جملة صالحة من تلاميذه و قد روى الثقاة حكايات عجيبة و قعت للشيخ جعفر  رحمه الله  مع اليهود في الحلة و القصة كما رواها الرواة الاخيار و في طليعتهم  الشيخ حجة الإسلام الورع الشيخ عباس مظفر ان المرحوم الشيخ الكبير الشيخ جعفر لما بلغه ان اليهودية انتشرت دعايتها في الحلة الفيحاء و اطرافها و ان البلد المذكورة كادت ان تتهود اختار الشيخ  رحمه الله  جماعة من اصحابه و شرح لهم الحال و قال اني عازم للسفر لتدارك هذا الخطر العظيم و هو انتشار اليهودية في هذا البلد الكريم و لكن سفري سيكون بعنوان مسح الأرض بين النجف الاشرف و الحلة لمعرفة المسافة و تشخيص موضع القصر و التمام و الصيام فسار الركب الديني بمعية الشيخ الكبير الشيخ جعفر  رحمه الله  حتى إذا وصل الحلة اخذ يصلي بالناس جماعة و يعظ الناس و يقيم لهم البراهين الواضحة و الآيات البينة على صحة الإسلام و صدق دعوى النبي محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  و قد ادرك احبار اليهود ذلك و علموا بان الشيخ إنما جاء للحلة لهذه الغاية و في صبيحة اليوم الثالث بعد صلاة الصبح و الشيخ على المنبر يرشد الناس و يعظهم ببليغ خطابه و جهورية صوته و قد بلغ المستمعون آلافا مؤلفة و إذا بالاحبار بلباسهم الديني و منظرهم الخلاب يقفون خلف الجماهير المستمعة و ينادي رئيسهم بأعلى صوته مخاطبا الشيخ جعفر  رحمه الله  بقوله(أيها الشيخ اليس من قول نبيكم محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  ان علماء امتي افضل من انبياء بني اسرائيل)فما كان من الشيخ جعفر  رحمه الله  الا أن يصدقه في ذلك و يقول(نعم)و ان كان الخبر ليس ثابتة صحته عند الشيخ  رحمه الله  و لكن لم يسع الشيخ في هذا المحفل العظيم التشكيك في صحته لاشتهاره عند العوام ثم قال رئيس الأحبار للشيخ  رحمه الله  (أليس موسى  عليه السلام  من أنبياء بني اسرائيل)فقال له الشيخ  رحمه الله  نعم انه من الرسل ذوي العزم و النبي لبني اسرائيل و من كان في عصرهم فقال رئيس الأحبار(فعلى هذا تكون أيها الشيخ أنت افضل من موسى  عليه السلام  لأنك من علماء أمة محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  و لو كنت افضل من موسى  عليه السلام  فاتي بما أتى به موسى فانه كان يلقي عصاه فتنقلب ثعبانا فهل تستطيع أنت ان تاتي بذلك فقال الشيخ(نعم و أنا أبو موسى)و ألقى عصاه فانقلبت ثعبانا و فر الجمع وولى الاحبار الدبر و إنما قال(و أنا أبو موسى)لأن ولده الكبير الذي انقادت له الزعامة الدينية بعد أبيه اسمه موسى و يلقب بمصلح الدولتين لأنه اصلح بين دولة فارس و دولة الترك كما ذكره التاريخ و قد نقل السيد معتوق البعاج  رحمه الله  ان في قرب القرنة محلا على شط العرب يعبر منه إلى إيران يسمى بعبرة الشيخ و يعنون به عبرة الشيخ جعفر كاشف الغطاء  رحمه الله  و ذكر له حكاية نظير الحكاية المذكورة في ان الشيخ جعفر كاشف الغطاء رحمه الله  جاء من هذا الطريق ليعبر إلى إيران للقضاء على أهل البدع و الفساد فلما وصل لهذا المكان جاءته احبار اليهود و قالوا له مثل مقالة الحبر المتقدم الا انهم قالوا له لو انك افضل من موسى  عليه السلام  لاستطعت أن تعبر هذا الماء بضرب عصاك له كما صنع موسى عليه السلام  بضربه البحر بعصاه فانفلق و عبر فأجابهم الشيخ  رحمه الله  نعم و أنا أبو موسى فضرب عصاه فانفلق الماء و عبر هو و اصحابه و قد نظم الشعراء في ذلك النظم الجيد و لا يزال بعض أهالي هذا المكان يحفظون من هذا الشعر الشيء الكثير.

 

رد جد آل كاشف الغطاء على اليهود

و ما انفك جدهم الشيخ جعفر  رحمه الله  يحارب اليهودية بيده و لسانه و قدمه و اليك ما ذكره في كتابه كشف الغطاء في الرد على اليهودية قال  قدس سره  في الصفحة 387 طبع إيران منها ما في التوراة و هو حجة على اليهود في سفر دباريم في الفصل الثامن عشر في السورة الخامسة منه و هي(نابي ميقر يخاما حيخا كاموني ياقيم لخا ادوناي الوهخا الا وتشماعون كخل اشرشا تلتا ميعيم ادوناي الوهيخا لجو رب بيوم هفا هال لامور لو اوسف لشموعا ات قول ادوناي الاي الوهاي وات هااش هكد ولاه هازوت لوارءه عود ولو اموت ويؤمر ادوناي هيطيبوا شرد برونابي اقيم لهم ميقرب احيهم كامو خاونانتي دباري بفيو و دبر إليهم ات كل اشر اصونو ووهاياه هاايش اشر لو يشمع ال دباراي اشر يدبر باشمي ايوحي ادرش معيمو)معناه ان نبيا من شيعتك و من اخوتك يقيمه لك الرب الاهك فاسمع منه كما سألت الرب إنهك في حوريب بعد يوم الاجتماع حين قلت لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا ارى هذه النار العظيمة أيضا لكيلا اموت فقال الرب لي حسن جميع ما قالوا و سوف اقيم لهم نبيا مثلك من بين اخوتهم و اجعل كلامي في فمه و يكلمهم بكل شيء آمر به و من لم يطع كلامه الذي يتكلم به باسمي أكون انا المنتقم منه.و محل الشاهد منها ان الله خاطب نبي اسرائيل بأنه يخرج لهم نبيا من بينهم من اخوتهم و ليس لبني اسرائيل اخوة من الطوائف ادعى منهم النبوة سوى بني إسماعيل و قد اطلق الاخوة في التوراة على الأعمام في قوله لبني عيسى(ووتا عير و المفتى اجنجم بني اسرائيل)و على الاجانب في قوله:ويشلح موشه ملقا خيم مقارش ال ملخ ادوم كه أمر اجنجا يسرائيل:ثم انه قد اتفق اليهود على انه لا يخرج نبي من بني اسرائيل صاحب كتاب و شريعة من بعد موسى و قد قال في الآية(كاموخا)يعني مثلك و حكاية عن موسى(كموني)يعني مثلي مع ان المسألة تقضي بأنه ليس من بني اسرائيل لأن في آخر التوراة قبل تمامه بسطرين(و لو قام نابي عود بيسرائيل كموشه)و معناه أن لا يكون نبي من بني اسرائيل مثل موسى هو ابين شاهد على النبي الموعود ليس من بني اسرائيل فليس الا من بني إسماعيل إذ لا نبي اجماعا منا و منهم بعد موسى من غير بني اسرائيل و بني إسماعيل(و منها)ما في التوراة أيضا في أول بارش هيريخا آخر بارشان هو يا وليم من قوله يومر ادوناي مسيني بأو ذرح مساعير لوهوء فيغامها و فاران.ومعناه ان النور الهي اشرق من طور سيناء جلب موسى و ظهر في ساعير و أضاء ووضح غاية الوضوح في جبل فاران و هو جبل مكة(ومنها)ما في باراش لخلخا من التوراة من قوله وليشماعيل شمعتيخا هنه برخي اتو و هيفيرتي اتو و هيفيرتي اتوهر بتني اتوا بما دماد ستينم عسر فستيام يوليد ونثاتو لكرى كادول.

ومعناه ان الله و عد ان يجعل من ذرية إسماعيل اثني عشر شريفا و يجعل لهم عشائر و قبائل و بما دماد,يوافق اسم محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  

و هذا ان دل فإنما يدل على عظمة هذا العلامة الكبير الذي حقا قد سمي بشيخ الطائفة فانه يدل على انه قد اتقن اللغة العبرية ودرس التوراة حرفا حرفا لملاحقة اليهودية و قد استبصر على يده منهم رهط كثير و ما اكتفى بذلك حتى اظهر في التوراة الموجودة في زمانه  رحمه الله  من التحريفات ما يدل على عدم صحتها فذكرها في كتابه كشف الغطاء الطبعة الثانية في إيران ص389 .

أحدها ما يقتضي نفي الاعتماد على التوراة لوجوه:

أحدها قصة هرون و قد ذكرت في ثلاثة مواضع.

أحدها ان هرون أمر بصنع العجل و أمر بني اسرائيل بالحج له في باراش كي يتار.

ثانيها اقرار هرون بصنعه .

ثالثها ان الله غضب على هرون من جهة صنع العجل و أراد ان يهلكه وهم  لايشكون في نبوة هرون و إذا جوزوا على الأنبياء أمر الناس بعبادة من ليس اهلا للعبادة لبعض المصالح كخوف تفرق بني اسرائيل جاز ان يكون الأنبياء كاذبين في كل ما يدعون فاي مانع من ان تكون التوراة لي بمعجز لانه انّما اشتمل على قصص و تواريخ من قوله بوشيت بارا لوهيم و هو أول التوراة إلى آخره و هو و يمت موى أن يكون مكذوبا و كذا الانجيل لا اعجاز فيه فيجوز ان موسى و عيسى صنعاهما و اسنداهما إلى الله لبعض المصالح إذا لا فرق بين المصالح المستمرة و المنقطعة بل المستمرة اولى فيلزم من صحة توراتهم عدم إمكان إثبات نبوة موسى و عيسى.

ثانيها اسناد الأنبياء إلى فعل القبائح.

منها ان لوطا وطأ بنتيه لما خرج من صوعر خوفا من الخسف و قعد في مغارة جبل مع بنتيه فزعم البنتان ان الخسف عم الخلق فلم يبق إنسان فرأت الكبيرة أن تسقي اباها خمرا ليجامعها فباتت معه و جامعها ثم اشارت الكبيرة بذلك على الصغيرة ففعلت كاختها ثم حملتا ووضعتا و لدين أحدهما مواب و الثاني بنعمى و كان زوجاهما باقيين في صوعر و اخذهما الخسف مع اهلها و عمر ابوهما حينئذ مائة سنة.

و منها ان يعقوب جمع بين الأختين لثا و راحيل بنتي خاله لابان بعدما هرب من أخيه عليار ولها في التوراة قصة طويلة.

و منها ان شخيم بن حامور زنا بدنا بنت يعقوب.

و منها ان يهودا جامع زوجة ابنه لما مات و خرجت و جلست له في الطريق مزينة فجامعها وولدت ولها في التوراة قصة لطيفة.

و منها ان روبين ابن يعقوب جامع سرية أبيه بلها.

و منها ان هرون و مريم قالا في حق موسى ان الله كلمه كما كلمنا و نسبوا إليه عملا مع امرأة حبشية فصارت مريم برصا فدعا لها موسى فعوفيت و نحو ذلك كثير.

ثالثها ما ينافي تنزيه الله تعالى و هي عديدة.

منها ان الله تراءى جالسا على بابا الخيمة.

و منها ان الله ندم على خلق بني ادم بعدما رأى من المعاصي.

و منها ان آدم و حواء سمعا صوت الرب ماشيا في الفردوس عند مهب الهواء بعد الظهر فاستترا من وجه الرب في وسط الشجر فقال لآدم أين أنت سمعت صوتك و اختفيت لأني عريان.

و منها ان الرب نزل ليرى البناء الذي بناه بنو آدم.

و منها ان الله تراءى لموسى في العليقة و رأى ان الله جاء لينظر فغطى وجهه لخوفه أن ينظر إلى نحو الله.

و منها سجود يعقوب لأخيه عليار سبع دفعات و قال له اني رأيت و جهك كوجه الله فارض عني.

و منها انه قال الرب لموسى اني جعلتك إلهً لفرعون و جعلت هرون نبيا لك و منها انه لا يعبر أحد منكم فان الرب جاء ليضرب المضربين إلى غير ذلك مما لا يحصى مضافا إلى ان التوراة قد اختلفت فيها اليهود.

فمنهم من أنكر السفر الخامس سفر هدباريم و ان التوراة على ما ذكره اليهود قد ذهب من ايديهم لما اجلاهم بخت نصر إلى الشرق و بقوا في أطراف بابل سبعين سنة و كتبوه جديدا اخذاً من نقل من حفظه.

ثم انهم معترفون بان المعظم من احكامهم التي كتبوها في مشنى لم تكن مرسومة في الكتب المنزلة و لا في كتب الأنبياء و إنما كانت مودعة من موسى في قلب يوشع ثم اودعها في قلوب العلماء و بهذا المضمون آية في التوراة.

و من الغريب ان الصلوة التي تسمى عندهم تفلوت لا مأخذ لها من التوراة و ادعوا ان مأخذها من هذه الآية و هي شمع يسرائيل ادوناي الوهنوا احاد.

و معناها اسمع يا اسرائيل ربي معبودي واحد لان الصلوة عندهم ثلاثة تفلات شحريت و تفلات منحه و تفلات عربيت فالشين الأولى و الميم الثانية و العين الثالثة و استفادة هذا الأمر العظيم من اللغز عجيب.

و اعجب منه خلت التوراة من ذكر الجنة و النار و كذا المعاد الا بالاشارة و جميع التهديدات فيه بالطاعون و القتل و النهب و نحوها من مضار الدنيا فلا يبقى عليه اعتماد من وجوه عديدة.

ثم في آخر كلامه  رحمه الله  بعد ان ذكر ما هو اليوم عند النصارى من الكتاب المسمى بالانجيل و ما فيه من الدلائل على عدم صحته اقسم بمن تفرد بالقدم و ابرز الوجود من ظلمة العدم و جعل نبينا افضل من تأخر من الأنبياء و تقدم و صير امته في الظهور كنار على علم.انه لولا ثبوت نبوة نبينا باعجاز القرآن و بالمعجزات التي يكفي كل واحد منها في قيام البرهان لما ثبت و الله نبوة موسى و لا عيسى و لا نوح و لا إبراهيم.لقضاء ما في الانجيل و التوراة من الاختلافات الظاهرات بعدم صدورهما من جبار السموات و يكونان على نفي النبوة ادل من الاثبات.

 

ثم قال  رحمه الله  بعد ان اشبع المقام بالرد عليهم وا عجبا كل العجب من اليهود و النصارى اما يتأملون و ينظرون بما يجيبون إذا و قفوا بين يدي الله حيارى سكارى و ما هم بسكارى و ناداهم يا عباد السوء و يا قليلي الحياء و الوفاء لم لا اطعتم عبدي سيد العباد محمد المختار الذي نوره قبل جميع الانوار فان لم تعرفوه فبم عرفتم؟نبوة عبادي نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و غيرهم ممن تقدم من الأنبياء فان اجابوا بدلالة المعاجز و الآيات جاءهم الجواب من رب الارباب ان معاجز عبدي محمد ادل من معاجز عبادي الأنبياء السابقين و اولى بالاتباع لانها اقرب عهدا و تلك ابعد فان كنتم تشترطون الرؤية بالعيان و لم تعتبروا الأخبار المروية على طول الزمان أو جوزتم السحر لزمكم الكفر بجميع الأنبياء و ان اكتفيتم بالمعجزة و بما و صلكم من الأخبار فقلة الزمان ادعى إلى صدقها و ان استندتم إلى الكتب فالقرآن ادل منها و نقلة معاجزه اكثر من نقلتكم.مع ان اكثر المعاجز معاجز عبدي موسى قد يقول المعاند في شأنها انها إنما كانت للغضب على فرعون و قبطته و رحمة للمظلومين من بني اسرائيل لما فعلوا بهم تلك الأفعال الشنيعة و لم تكن للاعجاز فمعاجز عبدي اصرح دلالة انتهى ما اردنا نقله من كشف الغطاء للمرحوم الشيخ جعفر جد الاسرة  قدس سره  .

فتوى المرحوم الحجة الهادي بالجهاد

ثم قامت هذه الاسرة أسرة كاشف الغطاء جيلا بعد جيل بالمحاربة لهذه الفئة باقلامهم و السنتهم و نفوسهم و كانت لهم ضحايا في حرب فلسطين و اليك استنهاض المرجع الديني المرحوم الحجة الشيخ هادي صاحب المؤلفات المشهورة و المواقف المعروفة المولود 17 ربيع الأول سنة 1290 هـ و المتوفي ليلة تاسع محرم سنة 1361 هـ نجل الحجة عباس كاشف الغطاء للمسلمين و استنفاره لهم في دفع الاعداء عن فلسطين بتاريخ أول جمادي الثانية سنة 1356 هـو اليك نصه:

استنهاض و استنفار للقوى الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمد الله تعالى في السراء و الضراء و الشدة و الرخاء و نصلي و نسلم على اشرف الأنبياء و آله المنتجبين الامناء حماة الدين و حراس شريعة سيد المرسلين اما بعد فقد بلغكم و ملأ اسماعكم ما أفتى به علماؤكم الروحانيون زعماء الدين و أئمة المسلمين و حجج الله على العالمين من وجوب الدفاع على كل مسلم في شرق الأرض و غربها العربي و الفارسي و الهندي و التركي من سائر الاقطار و الامصار و الشعوب و العناصر(و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة)بالكتب و الكتائب و الخطب و الرسائل و الاستنهاض و الاستنفار و الترغيب و الترهيب و اللسان و السنان و الأموال و الرجال و غير ذلك من شتى الوسائل التي يحصل بها النصر على أعداء الدين المعتدين الآثمين الذين يريدون أن يستعبدوا الاحرار و يملكوا نواصي العباد و يأبى الله و رسوله و انوف حمية و شيم عربية و غير اسلامية.فيا ابطال الوغى و يا ليوث الهيجا يا أمراء جيشنا و قائدي جندنا يا اباة الضيم و يا حماة العرين طيبوا على أنفسكم نفسا و سيروا إلى الموت سيرا سجحا و اعيروا الله جماجمكم ساعة حتى ينجلي عمود الحق و انتم الاعلون و اعلموا ان الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة اوليائه و هو لباس التقوى و درع الله الحصينة و جنته الواقية فمن تركه رغبة عنه البسه الله ثوب الذل و الهوان و شمله البلاء و الخسران.

يا جيوش الإسلام:

اطيعوا امراءكم و حافظوا على مراكزكم و لا يهولنكم عدد العدو و عديده و مدافعه و جنوده فانكم بعين الله و مع الله و النصر من الله و كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله و من لم يقتل يمت و من يهرب لم بفت فعاودوا الكر و استحيوا من الفر فانه عار في الاعقاب و نار يوم الحساب و اذكروا الله كما امركم بنص كتابه العزيز :" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

يا رؤساء العشائر و زعماء القبائل و ذوي النفوذ و البصائر يا أهل الاسفار و النزوح إلى الاقطار كونوا لجيشكم جناحا يطير به إلى اوكار الشرف وسياجاً يحميه من مباغتة الاعداء و سورا من حديد يصونه من جميع الجهات و الجوانب و ان من أهم الواجبات عليكم تأمين السبل و حفظ الطرق و المحافظة على الامن العام و حسن النظام و الانتظام و اتركوا في هذا اليوم العصيب و الوقت الرهيب المنازعات و المخاصمات و طلب الاوتار و الأخذ بالثار و اصفحوا في هذا اليوم عن أمير أو أمراء اساؤوا لكم التصرف أو حكام اضاعوا حقكم بالتسويف أو التخلف و لا تغتنموا مشغولية حكومتكم التي هي منكم و انتم منها فرصة تشفون بها غيظ صدوركم واحن نفوسكم فان ذلك مما يعرقل حركات جيشكم و يوجب الوهن فيه و يقوي به عزائم اعدائكم المحاربين فتصبحوا لهم انصارا من حيث لا تشعرون.

 

يا أهل الثراء و اليسار:

هذا يوم الإنفاق هذا يوم البذل هذا يوم التعاون هذا يوم البر و المعروف اما سمعتم قول القائل لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر.أي فائدة في أموال تتركونها بعدكم يكون وزرها عليكم فسارعوا في انفاقها في سبيل الله و أي سبيل اعظم من جهاد أعداء الدين و قطع دابر الكافرين و ما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم و انتم لا تظلمون و قال تعالى: " مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" و ما انفقتم من قليل أو كثير فان الله يخلفه عليكم في الدنيا و لكم في الآخرة اجر عظيم.

يا افراد الشعب وآحاد الأمة:

عليكم بالهدوء و السكون و التراحم والتعاطف و اياكم و نقل الاراجيف و الأحاديث الموحشة و الأخبار الموهنة و لا تعتمدوا على المراسيل و لا على قال و قيل و اكرموا الجنود و احترموها و قابلوهم بشكر جميل و ثناء طيب و شدوا ازرهم و ايدوا امرهم فانهم حصون عزكم و سبل امتكم و حماة اوطانكم و عز دينكم و دنياكم كل فرد منكم مسؤول من الله و من وجدانه و شرفه عن حقوق الجندي عليكم الذي يبذل نفسه و قاية لأنفسكم و يرخص حياته الثمينة صونا لاوطانكم و حماية لعزكم.

يا أهل التقى و الصلاح:

تصدقوا عن جيشكم و جنودكم على فقرائكم و مساكينكم فان الصدقة تدفع البلاء وعليكم بالدعاء لهم بالحفظ و السلام و النصر على الاعداء و الفتح المبين و كسر شوكة الكافرين في مواطن الاجابة و أوقات الصلوات في الليل و النهار و الاسحار و الابكار و قولوا اللهم صل على محمد و ال محمد و انصرهم نصرا عزيزا و افتح لهم فتحا مبينا و اجعل لهم من لدنك سلطاناً نصيراً.

انتهى نص النداء الذي وجهه الحجة الهادي  رحمه الله  بقلب مكلوم و صدر مألوم.

قصيدة للمرحوم الشيخ هادي كاشف الغطاء يتعرض فيها لقضية فلسطين

و له  رحمه الله  قصيدة شعرية في ضمن كتاب ارسله لحفيده المرحوم جعفر صاحب المراقف المشهودة و قائد الحركة ضد كتاب الحصان الذي يقول في حقه المرحوم الحجة والده الشيخ محمد رضا يوم و فاته(فقدناه و ليتنا فديناه)المولود في محرم عند اعلان العثمانيين الحرب على الحلفاء و المتوفي سنة 1358 هـ و كان الكتاب قد ارسله له عندما كان في كلية الحقوق و قد انقطعت رسائله عنه و قد اشار  رحمه الله  في هذه القصيدة لماساة فلسطين و اليك نص الكتاب ننقله بطوله لما فيه من مواعظ و عبر تؤثر في القلب حيث قد خرجت من القلب إلى القلب.

الأربعاء 5 ذي القعدة سنة 1357 هـ و لدي العزيز للحب دلائل و للوفاء شمائل يستوي فيها القرب و البعد و الفراغ و الشغل و ليس المحب من ينساك في البعد و يلهو عنك لأدنى شغل و لا يواصلك إذا استغنى عنك.

 

سافرت عني و لم ابرأ من علتي و لم استرجع ما فات من صحتي و مضت علينا أيام وليالٍ و لا سؤال و لا استعلام فأثار ذلك عاطفتي و شحذ مدية قريحتي فقلت:

يا ناسيا بري و تربيتي وما
أين الوفاء فللوفاء دلائل
بيني و بينك بعض يوم كيف لو
الهتك بغداد وما هي جنة
ماذا أؤمل لو حللت بلندن
أو ارض باريس التي بجمالها
و رأيت في تلك البلاد مناظرا
و غوانيا تسحرك في نغماتها
بيض فهن إذا إنتقبن اهلة
ارض بها شرب السلاف محلل
و الكذب فيها و الخداع سياسة
و الاعتداء على الضعيف سجية
انظر لظلم ملوكهم و لفتكهم
سل أمة الاحباش عن افعالهم
و اسأل فلسطيناً و ما صنعوا بها
لا تركنن لهم و لا يك منهم
و العصر عصر النور الا انه
و احذر من البعثات لا تطمح لها
و آعصي  المشير بها عليك فربما
لا تتبع قوما إليها سارعوا
كم من فتى أعمى بصيرته الهوى
غرته دنياً لا يدوم نعيمها
لا خير في عيش يعيش به الفتى
و العيش ان تغدو و أنت مخير
نيل الفتى اللاستراحة قانعاً
و إذا الأمور كما تروم تعسرت
يا حبذا الأموال لو في جمعها
اتطيب أيام الحياة و انها
ما عشت في دنياك فاعمل صالحاً
هون عليك فكل شيء هالك
      

 

عانيت فيه و الزمان عسير
و لها و ان شق المزار ظهور
صارت ليال بيننا و شهور
كلا و لا الفتيات فيها حور
و قصور لهو ما بهنّ قصور
 و كمالها فكر اللبيب يحير
 ما في العراق لهن قط نظير
طربا كما الورقاء و الشحرور
و إذا سفرن فانهن بدور
و جسوم ربات الحجال سفور
و الفسق فيها ما عليه نكير
فيهم و أمر ظاهر مشهور
بالابرياء و ما لهم تقصير
فالكلُّ فيها عالم و خبير
مما يضيق بوصفه التعبير
لك في حياتك صاحب و عشير
في النفس منهم ظلمة ديجور
فيها مفاسد جمة و شرور
قد ظل عن نهج الصواب مشير
ان الفراش إلى الحمام يطير
لم يجدِ فيه النصح و التحذير
و يغر فيها الجاهل المغرور
كالعبد و هو مقيد مأسور
فيما تروم و ما عليك أمير
و سواه معدوم القرار فقير
فاقنع بما هو حاضر ميسور
يحوي البقاء و يدفع المقدور
للنائبات قناطر و جسور
فالمرء في اعماله مقبور
لا أمر يبقى و لا مأمور
      

 

و لهذه البويتات بقية لم يتسع الوقت لنسخها و الشيخ كما تعلم إذا ابيض شعره اسود شعره و إذا ضعفت اعصابه ضعف إنشاؤه و لا ينبغي لليفن الكبير الذي لهزه القتير أن يشتغل بالشعر عن الذكر و بالانشاد و الإنشاء عن التلاوة و الدعاء و لكنها نفثة مصدور(و استغفر الله من ذلك)و عليك بتلاوة الكتاب المجيد و تدبر معانيه و لا تبارح قراءة نهج البلاغة ومطالعته و عليك بالصلاة و عليك بالصلاة و عليك بالصلاة و السلام عليك من الجميع يوم تصلي لربك و تصل رحمك و تصلي عدوك.

                                                                                                    هادي

سفر المرحوم الحجة الشيخ محمد حسين للمؤتمر الإسلامي في فلسطين

ثم انا لا ننسى ما قام به المرحوم آية الله الكبرى الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء من مواقف مجيدة فوثب وثبة الأسد الرئبال الذائد عن حياض اشباله فسافر إلى المؤتمر الإسلامي في فلسطين و بمعيته العلامة الشيخ عبد الرسول كاشف الغطاء صاحب مجلة لواء الوحدة الإسلامية و مؤسس جمعية الوحدة الإسلامية و حسس العالم الإسلامي بخطر الصهيونية و خطب الحطب العديدة في محافل حاشدة  واجتماعات حافلة بعبارات كلها آيات بينات مستنهضاً هممهم طبعت عدة مرات.

نداء للمرحوم الحجة الشيخ محمد حسين

و قد صدرت منه عدة نداءات حول قضية فلسطين.

منها ما نشرته جمعية الدفاع عن فلسطين رقم(11)و اليك صورته:ــ

منشور جمعية الدفاع عن فلسطين رقم(11)يصرف ريعه على منكوبي فلسطين

بغداد السبت في 6 آب 938 ملحق العدد 7 الاسبوعي من

                                                                                                          جريدة المستقبل

انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا باموالكم و أنفسكم أيها العرب أيها المسلمون.

ان الجهاد اصبح واجبا عليكم في سبيل فلسطين.

فتوى الإمام الكبير حجة الإسلام العلامة المجتهد السيد محمد الحسين آل كاشف الغطاء من النجف الاشرف 5 ج2 1357 هـ.

                                                                                           إلى جمعية الدفاع عن فلسطين

 

نداء عام من كاشف الغطاء

نمى إلينا عن بعض الصحف ما قررتموه من جعل يوم الجمعة 5 آب سنة 938 م يوم فلسطين و ان تقوموا مع الأمة العراقية التي لا تزال مشكورة المساعي في مساعدة شقيقتها باعمال عساها تكون نافعة إن شاء الله و رأينا ان من واجبنا نقول كلمة في الموضوع تكون(كنداء عام)و ها هي تصل إليكم للنشر تدفعها الزفرة و تمدها العبرة و تؤلفها شظايا القلب المتقطعة و تؤججها نيران الاسى و الاسف من هذه الأمة المتمزقة نعم منها و عليها.الأمة التي أصبحت لا من الاحياء فترجى و لا من الأموات فترثى و عسى أن يحدث الله بعد ذلك لها امرا و يجعل لها من امرها فرجاً و يسراً.

                                                                                    محمد الحسين

نداء عام

أيها الإسلام:أيها العرب لا بل أيها الناس و يا أيها البشر أصبحت الحالة التي بلغت إليها فلسطين الذبيحة مشاهدة محسوسة لكل أحد و نحن نقول و ما زلنا نقول ان قضية فلسطين ليست قضية تخصها و ليست هي قضية فلسطين فقط بل قضية العرب باجمعها فإذا خرجت فلسطين من هذا الجهاد ظافرة فقد ظفرت العرب و فازت و إذا(لا سمح الله)تغلبت عليها الدولة الظالمة و الصهيونية الغاشمة فقد باءت العرب بالذل و الخسران لا بل بالموت المؤبد و العار المخلد و كنا نقول أيضا و لا نزال نقول ان الدولة التي احتلت فلسطين كأنها أخذت على نفسها من يوم قيامها بهذا الاحتلال الغاشم غير المشروع أن لا تقيم للعدل وزنا و لا للحق معنى و لا تصغي إلى اية حجة و منطق فكان موقع الاحتجاجات و المقالات من سمعها موقع الهواء في شبك ممزق و لذلك ذهبت تلك الاحتجاجات من الاقطار العربية و الإسلامية مدة عشرين سنة كلها سدى بل ما افادت سوى الشدة و العناد و التمادي في الغي و الفساد على فرض انه كان لاحتجاج في الزمن الغابر معنى.فيه ومضة أمل أو لمضة رجاء أما اليوم فقد حقت الحقائق و صرح الزبد عن مخضه و جازت القضية عن دور الاحتجاج و الاقوال إلى دور الأعمال.

و قضية العمل منوطة إلى كل عربي بل كل إنسان بمقدار الحد من غيرته و شعوره و مبلغ حظه من الانسانية فمن كان يجري في عروقه الدم الحي الشريف فلا ريب ان شرف عنصره يهيب به و يدفعه إلى اللحوق باخوانه في فلسطين و الجهاد معهم و لا ينتظر أن تأتيه فتوى المفتي بوجوب الجهاد بل فتوته تسبق الفتوى و تعرفه بواجبه بوحي ضميره و شرف وجدانه.

فيا أيها العرب و يا أيها المسلمون بل يا أيها البشر و يا أيها الناس اصبح الجهاد في سبيل فلسطين واجبا على كل إنسان لا على العرب و المسلمين فقط نعم هو واجب على كل إنسان لا بحكم الاديان و الشرائع فقط بل بحكم الحس و الوجدان ووحي الضمير و صحة التفكر.و الخطة العملية في ذلك هي ان من يستطيع اللحوق بمجاهدي فلسطين بنفسه فليلتحق بهم و لا أقول اني ضمين له انه كالمجاهدين مع النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  في بدر.فان المقام اجلى و أعلى من ذلك المقام مقام شرف وغيرة و حس و شعور لا مقام طلب اجر و ثواب و ان كان كل ذلك باعلى مراتبه و من لم يستطع اللحوق بنفسه فليمدهم بماله اما بتجهيز من لا مال له ليلحق بهم أو بارسال المال إلى المجاهدين و عيالهم و اطفالهم و من عجز عن ذلك فعليه ان يجاهد و يساعد بلسانه و قلمه و مساعيه جهد امكانه و هذه ادنى المراتب.و ليكن كل أحد على علم جازم ان القضية قضية موت العرب و حياتهم و ليعلم ناشدوا الوحدة العربية أو الإسلامية انهم لا يجدونها ابدا الا بنصرة فلسطين فان انتصرت بحول الوحي و قوته فما يرومونه من الوحدتين قبضة ايديهم و على كثب منهم و ان كانت الأخرى لا سمح الله فاين العرب و أين الإسلام حتى تكون لهم وحدة أو نتطلبها لهم القضية تكون كما يقول ارباب الفنون(سالبة بانتفاء الموضوع).

هذه دعوتي و ندائي العام ابعثه إلى عموم العرب و الإسلام.و يشهد الله لولا اني قد تجاوزت العقد السادس من العمر مع تزاحم انواع العلل والاسقام على هذه العظام النخرة لكنت أول من يلبي هذه الدعوة و لشخصت بنفسي اليوم إلى تلك البلاد المقدسة كما شخصت إليها بالامس و لكن بالعزيز علي ان لم يبق عندي من النصرة لها الا هذه الكلمات و عباراتي التي تسبق العبارات و توقد لا عج الزفرات و عند الله احتسب كل ذلك و هو حسبنا و نعم الوكيل .

                                                                                               محمد الحسين آل كاشف الغطاء

                                                                                                    مطبعة الجزيرة ــ بغداد

 

النداء العام

و الفتوى للحجة الشيخ علي كاشف الغطاء

بالجهاد عن فلسطين   

ثم قام من بعد ذلك مؤسس الجامعة المرجع الديني المجاهد الشيخ علي كاشف الغطاء فافتى بوجوب الدفاع عن فلسطين في سنة 1376 في نداء و جهه لعامة المسلمين(1) تحت عنوان النداء العام في الجهاد عن فلسطين و اليك نصه.

 

 

أيها المسلمون:

ان من هزل الدهر أن يتطاول على أمة محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  شرذمة لفظها الغرب على شاطيء البحر وقاءتها اليهودية في فلسطين.

و من اغلاط الزمن أن يشين كرامة ابناء الضاد تحت سمائهم فئة باغية تعد بالاصابع و تنال بالانامل:فيالرهبة الموقف و سوء المتقلب انها و الله خسارة الامس و فقدان الامل بالمستقبل:و لو ادرك قادة الفكر الإسلامي و في طليعتهم سراة العرب و رجالهم حقيقة هذا الموقف لما تركوا امتهم بهذا النحو من التفكيك و التشتت:و لوقفوا صفا واحدا لا ثغر فيه و لا انثلام للقضاء على الصهيونية في ديارهم:و لعضوا الانامل من الاسى و الاسف على ما اضاعوه من الفرص الذهبية لقلع هؤلاء الطغاة من جذورهم و لعلموا علماً لا يشوبه شك ان مصير ابنائهم و هذه النفوس بملايينها معلق على الوقفة التي يقفونها في هذه الاونة الاخيرة.

يا أمة محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  :

ان من خطأ القول ان الأمة يقضي عليها الزمن و لكنها تنتحر بخذلان ابنائها لها و ذوي النجدة منها في ساعاتها الحرجة و في مواقفها الحاسمة:و من افك الحديث أن يعزى موت الأمة إلى تقادير الظروف و تقلبات الأحوال و لكنه تموت بتفويتها للفرص الذهبية و عدم سهر سراتها في الدفاع عن كرامتها الاجتماعية.

ياقوم:

ان الدفاع عن المسلمين باب من أبواب الجنة فمن تركه البسه الله ثوب الذل و الهوان و مني بالبلاء و الخسران فجاهدوا في سبيل الله أعداء الله المعتدين الاثمين الذين يريدون أن يستعبدوا احراركم و يسلبوا دياركم و أراضيكم و سارعوا إلى كبح جموعهم بعزم ثابت و قدم راسخ و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم.فانكم ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم حتى ينجلي عمود الحق و انتم الاعلون و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون.

موقف الحجة الشيخ علي كاشف الغطاء في غزة

  و عند زيارة الشيخ علي كاشف الغطاء في 19 محرم المصادف 20/5/1965 إلى غزة و كان بمعيته كاتب الحروف و الوفد العراقي لمؤتمر البحوث الإسلامية الثاني و الشيخ العلامة شيخ الأزهر حسن مأمون و رهط كبير من رجال الدين و عندما و صل بنا السير لدار حنون حيث كانت الحدود الفلسطينية و الحدود اليهودية المغتصبة و رأينا جيش الطوارئ الدولي فتأثرنا كثيرا على ضياع ارض الوطن العربي بيد اليهود المغلولة فانفجر سماحة كاشف الغطاء ببركان ثائر بشقشقة هدرت  فتصاعدت من صدر سماحته الحسرات و الأنات بخطبة حماسية ارتجالية تضمن فيها الدعاء و كان لها و قع عظيم في ذلك الجمع الحاشد أبكت الجميع و خشعت لها القلوب و النفوس فتعاقب الخطباء و انبروا متأثرين بعده.و حيث كانت الخطبة ارتجالية و لم نكن مسبوقين بالقائها حتى نعد العدة لتسجيلها فاتنا حفظها و تسجيلها.

 

موقف الحجة الشيخ علي في أيام النكسة و ما بعدها

 و في أيام حرب سنة 1967 ـ 5 حزيران كان سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء يحرض الجماهير على مغتصبي فلسطين و يبعث الحماس فيهم بقلمه و لسانه و في مساء النكسة و بعد أن و ضعت الحرب اوزارها مساء يوم التاسع من الشهر المذكور اجتمع في دار سماحته حفظه الله تعالى جمهور من رجال الدين و كان الصمت و السكون و الكآبة و الاسى و الاسف تعلو ديباجة و جوههم فانتفض سماحته و ألقى كلمة حماسية كان من جملتها.

ان العرب تفر و تكر و الكرة تنفي الفرة و الليث يضرى إذا خدش و ان هذه النكسة تجربة تعطي للمسلمين و العرب درسا واضحا بان مصيرهم معلق على جمع الكلمة و توحيد القوى و اتخاذ العدة و العدد الكافي للقضاء على الاعداء في فلسطين و كانت الكلمة طويلة الا انه لما كانت ارتجالية عسر علينا ضبطها و تحريرها على الوجه الاكمل ثم انه بعد كلمته اعلن الصوم و قد اعلنت الصحف التي بايدينا صوم سماحته و إليكم ما قالته المنار في عددها 22/3759 في يوم الثلاثاء 4 ربيع الثاني 1378 هـ المصادف 13 حزيران 1967.

سماحة الإمام كاشف الغطاء يعلن الصوم نصرة للعرب و المسلمين

اعلن سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء الصوم امس نصرة للعرب و المسلمين و قد طلب سماحته من رجال الدين أن يستغلوا جميع امكانياتهم للمساهمة في نصرة الجيوش العربية و أن يبينوا للمسلمين أبعاد المؤامرة الصهيونية التي حيكت لضرب الأمة العربية بالاشتراك مع اعدائهم  ومتربصي الدوائر بهم.

إقامة فاتحة على ارواح الشهداء

ثم بعد هذا اقام الفاتحة على ارواح الشهداء في جامعته في النجف الاشرف و قد ألقى فيها المؤلف كلمته و العلامة الدخيلي و الأستاذ الكواز كما أقام طلبة جامعة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء حفلاً تأبينياً في الصحن الشريف حضره الوجوه و الاكابر.

نداء عام للمسلمين

ثم اصدر سماحته النداء التالي الذي نشرته الصحف العراقية و إليكم ما ذكرته عنه جريدة العرب البغدادية بعددها 941 بتأريخ الأربعاء 16 جمادي الثاني سنة 1387 هـ المصادف 20 ايلول سنة 1967 م تحت هذا العنوان(1).

الإمام كاشف الغطاء يدعو المسلمين لتحرير الأراضي المقدسة

وجه سماحة حجة الإسلام الإمام علي كاشف الغطاء الكلمة التالية في محضره الديني الذي ضم جمعاً من سراة الدين و رجال العلم ليلة الجمعة الماضية إلى الأمة العربية و الإسلامية.

فقال سماحته بعد ان استهل كلامه بالبسملة و الاستعانة بالله ان العالم الإسلامي اعصار فيه نار و ميادين حروب و غمرات اجال و نفوس جائشة تتلمض للوثبة و شعور ملتهب يتطلب قيام الساعة و ما الدماء السواجم و السجون الكواظم إلا مأثر البسالة عندهم و مفاخر الرجال لديهم و كانت آلامهم فيها اماني و امالا الا وان من الرعونة ان يحسب هؤلاء المعتدون ان نبيع ضمائرنا بمغنم الحسام أو بالدرهم و الدينار وان نقف مكتوفي اليد تجاه كارثة فلسطين الكارثة العظمى و الطامة الكبرى فان السكوت عنها مما يتيح للأعداء الفرص التي تساعدهم على تحقيق ما يصبون إليه من امال و احلام ثم قال حفظه الله:

أيها الأمة المسلمة ليعلم أولوا النجدة منكم في كل صقع و ربع انهم في اشد خطر و اصعب مرحلة فان العدو الأثيم الذي تدجج بالسلاح لتوجيه الضربة تلو الأخرى قد اصبح وجهاً لوجه في قلب المعركة وان هذا اليوم هو يوم الفصل و ما هو بالهزل وان الدين الإسلامي بمبادئه السامية يطالبهم بأن يفتحوا عيونهم ليتخذوا العدة و العدد لهذه الساعات الرهيبة و الظروف العصيبة لاحباط كيد أعداء الله في معركة حاسمة تحقق لنا الامل و المنى و تحظى الاجيال الإسلامية بنتائجها الطيبة.الا وان من خطأ القول ان يعزى موت الأمة إلى الظرف و الزمن و لكنها تنتحر بخذلان ابنائها لها في ساعاتها الحرجة و مواقفها الحاسمة و من افك الحديث ان يعزى موت الأمة إلى تقلبات الأحوال و تقاديرها و لكنها تموت بتفويتها الفرص الذهبية و عدم سهر سراتها للدفاع عن كرامتها الوطنية.

يا قوم ان الدفاع عن المسلمين باب من أبواب الجنة فمن تركه البسه الله ثوب الذل و الهوان و مني بالبلاء و الخسران و جاهدوا في سبيل الله أعداء الله المعتدين الآثمين الذين استعبدوا احراركم و سلبوا دياركم و اراضيكم و هلموا إلى كبح جموعهم بعزم ثابت و قدم راسخ(و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون عدوا الله وعدوكم)فأنكم ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم حتى ينجلي عمود الحق و انتم الأعلون.ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون.

 

مؤتمر بحمدون

و بعد رجوع سماحة الحجة الشيخ علي كاشف الغطاء من مؤتمر الإسلامي المسيحي في سنة 22 – 27 نيسان.

صرح في خطبته التي القاها في داره على الجماهير المرحبة بقدومه قال فيها.

وكنا على أتم العدة لأغتنام الفرصة لصالح المسلمين و العرب فأوجدنا بلباقة ممتازة منفذاً لقضية فلسطين مما جعل المؤتمر بأجمعه يندفع نحوها اندفاعاً منقطع النظير حتى اقتضى الأمر ان يصدر المؤتمر القرار فيها بالدفاع عن حقوقها قبل الدخول في البحث عن اهدافه.

يقول كاتب الأسطر ولا زال سماحة الإمام يغتنم الفرصة لتحريض النصارى في الوقوف إلى جانب المسلمين في قضية فلسطين ولا يغيب عن خزانة فكري موقفه مع بطريرك النصارى في غزة في الوليمة ظهراً التي أقامها السيد الحاكم العام بالمقر الرسمي 20 /5 /1965 لاعضاء مجمع البحوث الإسلامية.فقد قال له اني لأعجب من موقف النصارى من قضية فلسطين فان اليهود(لا قدر الله)لو تم لهم ما يريدون فهل تبقى لكم كنيسة أو دير أو معبد.وان عملهم مع السيد المسيح  عليه السلام   لو تدبرتم فيه لاعطاكم صورة واضحة عن سوء ما انطوت عليه ضمائرهم عليكم.وان القوم ابناء القوم ومن رضي بعمل قوم كان كالعامل معهم ولو شئتم ان تختبروا الحال فأطلبوا منهم البراءة من عمل من سبقهم مع المسيح  عليه السلام   .وان في فلسطين انبياءكم و كنائسكم و معابدكم والله انتم المسؤولون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.فما كان الجواب عنه الا الوعد ولكنا حتى الآن لم نظفر بطائل.

وبهذه المناسبة ننقل للقراء بيان فضيلة الشيخ الأكبر شيخ الأزهر و البابا كيرلس السادس 27 ربيع الأول سنة 1387 لتعلقه بالموضوع وقد بعثوه للامام الشيخ علي كاشف الغطاء وطلبوا منه تصديقه و هذا نصه.

بسم الله الرحمن الرحيم

         الأزهر

مكتب الإمام الأكبر

     شيخ الأزهر

بيان

فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر،وقداسة البابا كيرلس السادس بالاسكندرية و سائر افريقية – إلى أصحاب الضمائر الحرة في انحاء الدنيا – إلى الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه.

إلى الضمير العالي الحر،نبعثها صيحة مدوية معلنة ان العرب اباة لا يقبلون الضيم،احرار يرفضون الذلة،وانهم يؤمنون بالله ثم بمقدساتهم التي يرونها رمز ايمانهم،ووسائل دفعهم إلى الخير و الحق و العدل.

وان العرب الاحرار،مسلمين و مسيحيين – قد محو من نفوس المستضعفين في الأرض ما كان قد تركز في خيالهم من هيبة للاستعمار و رهبة منه فلطالما عاث في الأرض فسادا.

و انه للفجر الجديد الذي بدا نوره و لم يعد يخبو حيث اجتمعت كلمة العرب و ائتلفت قلوبهم حتى غدوا أمة قوية متلاحمة متلاقية من المحيط إلى الخليج يجاهد ابناؤها عنها لا يألون في ذلك جهدا و لا يدخرون و سعا باذلين دماءهم و ارواحهم فقد اشتراها الله منهم باغلى ثمن.

لذا و نحن في جو من الاخوة و الصفاء,النابعين من قلوب عامرة بالايمان بالله مليئة بالمحبة الصادقة,و الاخلاص لامتنا و لوطننا نرى أن نتوجه في هذا الجو العصيب الذي هدد فيه السلام,نتوجه إلى العالم نخاطب شعورهم ووجدانهم و ضمائرهم بما اتفقت عليه كلمتنا,و ما استقر عليه امرنا:

أولا – ان الصهيونية العالمية عصبية جنس لا تمت إلى الاديان بصلة,و هي تعادي الإسلام و المسيحية,و تأبى الا الاعتداء عليهما و على مقدساتهما,و ليست هذه العداوة جديدة و لا مستحدثة و إنما هي وليدة تاريخ طويل.

 

ثانيا – اننا – مسلمين و مسيحيين – نستنكر هذا الاعتداء الغاشم الذي و قع على البلاد العربية من طغمة مفسدة و شرذمة ضالة و على القدس بخاصة و فيها مقدسات المسلمين و المسيحيين,فيها كنيسة القيامة,و قبة الصخرة و فيها المسجد الاقصى أول القبلتين و ثالث الحرمين.

ثالثا – نرفض رفضا باتا بكلمة موحدة فكرة الوضع القائم في القدس من قبل العدوان الغاشم,كما نرفض تدويل القدس لان هذه المدينة فوق انها بلد المقدسات الإسلامية و المسيحية – فانها جزء من جسم الدولة العربية فيكون التغيير أو التدويل امتدادا لهذا الاعتداء الاثيم على الأمة العربية و هو ما نستنكره و نأباه.

رابعا – يصدر كل منا بيانا تفصيليا في وقت واحد يوضح فيه القضية العربية و يشرح موقفنا بالنسبة لها من واقع الرسالات السماوية,و اننا في موقفنا هذا ندعو ابناء امتنا العربية ألاّ يتهاونوا أو يتقاعسوا عن الجهاد دون حقهم و الوقوف دون كل معتد و غاصب مهما تكتلت قوى البغي.و تجمعت أيدي العدوان فان الحق الواضح الابلج اقوى من كل تكتل,و اشد من كل تجمع كما نتوجه إلى الله أن يجعلنا دائما صفا واحدا كالبنيان المرصوص وراء قائدنا المؤمن ورائدنا المخلص و مع كل المخلصين لقضية العرب.

والله معنا.

                                                                                               شيخ الأزهر

                                                                                              حسن مأمون

صدر في القاهرة الأربعاء 27 من ربيع الأول 1387هـ

                                             5 من يوليو 1967 م

وقد ابدع الالمعي الكامل و الكاتب القدير الأستاذ كريم كاشف الغطاء مؤلف كتاب جبابرة العقل البشري فاخرج هذه الفكرة بأسلوب شعري جميل يهز العواطف و يؤثر على المشاعر و اليك نص كلمته مع تعليق جريدة التآخي الغراء عليها.

لو رأيت السيد المسيح لقلت له

تنشر لاول مرة الكلمة التي اذاعتها القوات المسلحة و اذاعة بغداد و القاهرة و صوت العرب على اثر المقابلة الاذاعية و التلفزيونية بتاريخ 27/5/1967 لبعثة التوجيه المعنوي التابعة لمديرية التدريب العسكري التي اجرتها في النجف الاشرف.

                                                                                           جريدة التآخي

يا وليد مغارة بيت لحم

ان ساسة الغرب انصار تعاليمك و فروا وسائل البقاء لقاتليك ان سافكي دمك الزكي(1) اصبحوا اطفالا مدللين لمعتنقي دينك.

ان اسرائيل قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اوجدت حلفاء لها و اعوانا في بلدان تقدس رسالتك.

ان بناة دولة العدوان الذين دنسوا الطاهرة العذراء مريم ثوب طهرها يتلقون العون و المساعدة من مصدقي نبوتك.

يا رمز الاستشهاد و عنوان الشهادة و اية التضحية و القربان الاقدس.

ان احفاد الباصقين و الساخرين و الشامتين و المتفرجين على جريمة اعدامك في اورشليم يا صليب الجمجمة أسسوا في اليوم الخامس من آيار لسنة 1948 من ميلادك دولة العدوان في الوطن العربي السليب بمساعدة المصلين من مؤازري إسرائيل في الغرب امام الهيكل الشريف.

يا وليد السماء و ابن السيدة العذراء.

ان احفاد الوجوه الضاحكة لاوجاعك و العيون الباصرة جبينك النبيل المخدش بالاشواك و الناظرة لوجهك المخدد بالاوجاع و المقنع بالدم و البصاق و الاذان السامعة اوجع و افجع ابتهال من بشر إلى الله و الحناجر الساخرة بتعاليمك و الاصوات الهازئة برسالتك و الايدي المسمرة يديك و رجليك على الخشبتين المعترضتين و الطاعنتك بالحربة في جنبك اوعدها المارق على دينك بالفوز بوعده المشؤوم في اليوم الثاني من تشرين الثاني لسنة 1917 من ميلادك باغتصاب فلسطين.

 

ان احفاد إبراهيم و اسحاق و يعقوب من رؤساء كهنة و احبار المسترين بمرأى الدم الزكي ينزف من جسدك الطهور يا وليد السماء الزموا العرب في الحادي عشر من حزيران لسنة 1948 من ميلادك قرار الهدنة فكانت قوة لراجميك و ضعفا لمن في فلسطين من مصدقي دعوتك.

يا روح الله و عين كلمته

ان احفاد مسمري وجهك على الصليب و سافكي دمك القاني السخيم و الطاعنيك في جبينك و الواضعين اكليل الشوك على رأسك المنحني اجلالا لخالقك ياكليم المهد.اجبروا العرب بمساعدة انصار رسالتك في الغرب في اليوم الرابع و العشرين من شباط لسنة 1949 على قبول الهدنة الدائمة فكانت رضوخاً للتقسيم.

أنت يا ابن العذراء تتألم للكارثة التي أصابت العرب بل و العالم يتأمل من القطب إلى القطب من مواقف ممجديك و المصلين من ساسة الغرب من مساعدي اسرائيل في كنائسك.

انك يا صليب الجلجلة تسوؤك مناظر البؤس و الحرمان و الشقاء التي تتجسد في مخيمات التشريد التي مزقتها اعاصير الشتاء بل و العالم يستاء من الشرق إلى  الغرب من سياسة الساجدين في الغرب معاوني اسرائيل أمام تماثيل العذراء مريم انك يا صليب الصليب يسوؤك و كل القوى الخيرة ما يظهره انصار رسالتك في الغرب من عطف و تأييد لاعدائك و راجميك.

انك يا صليب اسرائيل ليحزن قلبك المفعم محبة للضعفاء حنانا للمعذبين و المتألم باوجاع و احزان الانسانية أن ترى الجوع و المرض و الالم يكلكل على صدر اللاجئين العرب.

مقابلة المنار لسماحة حجة الإسلام كاشف الغطاء

ننقل مقابلة مندوب المنار لسماحة الإمام حجة الإسلام المرجع الديني الشيخ علي كاشف الغطاء لما فيها من الحث على محاربة الصهيونية و قد نقلنا اكثر المقابلة لما فيها من مطالب علمية قيمة احببنا ان لا نحرم قراءنا منها جاء في جريدة المنار بعددها المؤرخ 14/12/1966 م .

دعا سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء إلى عقد مؤتمر ديني اسلامي يجمع علماء المذاهب الإسلامية لتوحيد الصف الوطني و نبذ الفرقة والطائفية و قد قال سماحته ان العالم الإسلامي أعصار فيه نار ستلتهم الصهيونية و الاعداء و كان الإمام كاشف الغطاء يتحدث لمندوب المنار بمناسبة شهر رمضان المبارك.

استقبل العالم الإسلامي العربي يوم امس شهر رمضان المبارك الذي انزل فيه القرآن و في بداية الشهر الكريم قابلنا سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء الذي تحدث(للمنار) فوضع النقاط على الحروف و بين آراءه في كثير من قضايا الساعة قال سماحته:لابد من تقارب بين الإسلام ينبعث عن عقيدة و اخلاص وتضحية في سبيل الصالح العام للإسلام و المسلمين تستبعد عنه الدوافع غير الدينية و لا يتخذ الإسلام و الدعوة و الاجتماع لتنفيذ مآرب و أطماع عدوانية تكون في غير صالح المسلمين فانه لو قدر ان كان الأمر كذلك نكون قد بعدنا عن الغاية للغاية.وكيف يستطيع مسلم ان يمنع من عقد مؤتمرات اسلامية تدعو للالفة والاخوة في حين ان الإسلام ما ندب لشيء كما ندب لعقد هذه الاجتماعات والتفاهم بين المسلمين لدرء الخطر الذي يحدق بهم.و لعل تشريع الحج أو الصلاة جماعة هو نوع من هذه المؤتمرات و لون آخر من الوانها.

 

المؤتمرات الإسلامية في القاهرة

و نوه سماحته بنجاح المؤتمرات القيمة التي تجلت فيها الروح الإسلامية الدينية على صعيد عال.و قال قد شاهدنا فيها ان قيمة الرجل ما يملك من طاقة علمية دينية و لمسنا حب اظهار الحقيقة و كشف الستار عما خفي من النواميس الدينية الإسلامية و انا اريد أن يعقد مثل هذا المؤتمر في كل سنة بل في كل شهر ببغداد و هي العاصمة الإسلامية التي خدمت الدين و العلم سنين متطاولة حتى خاطب الخليفة العباسي السحاب قائلا:( أينما تمطر فأنت في ملكي)فجدير بها أن تعقد فيها المؤتمرات لتقوية الروح الإسلامية وجمع الكلمة الذي نحن في امس الحاجة إليه في هذه الظروف العصيبة و الأوقات الرهيبة و عسى عما قريب يخضر عود الامل و تثمر اغصان ليت و لعل بعقد امتثال هذه المؤتمر.

حقن دماء المسلمين

و تحدث سماحته عن احلال السلم في ربوع شمال و طننا الحبيب و ايقاف اقتتال الاخوة فقال:ان هذا العمل الانساني يعد من أعظم الأعمال في نظر الدين الإسلامي حيث حقنت فيه الدماء و جمعت كلمة المسلمين في صعيد واحد مع ما في ذلك من حفظ الوطن من الاعداء و حفظ البلاد و رفع مستواها في عالم السياسة و الاقتصاد و غير ذلك.

عالمنا اعصار فيه نار

و ندد سماحة الشيخ علي كاشف الغطاء بالمحاولات الاستفزازية الصهيونية ضد العرب و قال لقد قلت غير مرة.

ان من هزل الدهر ان تطغى على أمة محمد فئة قاءها الغرب على شاطئ البحر و لفظها العالم الانساني في فلسطين و يؤسفني جدا أن اشاهد هذه الفئة تتمتع باراضي المسلمين و تخرج العرب من ديارهم و لكن يا للاستعمار انه لولاه ما استطاعت هذه الشرذمة ان تحتل اراضينا و ما علموا ان العالم الإسلامي العربي اعصار فيه نار يتلمظون للوثبة في كل ساعة و اوان و ما المنافي و الاغلال و السجون الكواظم الا اماني و امال و اني لاتوسم في أبناء الأمة العربية عما قريب أن يسترجعوا ما اخذ منهم و يعيدوا للامة الإسلامية مجدها السامي و مقامها الكريم.

و دعا سماحته إلى توحيد الصف العربي و قال:اتطلب أن تكون وحدة..الوحدة التي يراعى فيها الكفاءة و القابلية و التي ينشدها الشاعر في قوله:

أقول لورقاوين في فرع نخلة
و قد بسطت هذي لتلك جناحها
ليهنكما ان لم تروعا بفرقة
 

 

و قد طفل الامساء أو جنح العصر
و مد لها من تلك ديالك النحر
و لم يسع في تشتيت شملكما الدهر
 

 

شهر رمضان

و طلبنا من فضيلته كلمة بمناسبة شهر رمضان فقال ان الصوم هو أحد الاركان الخمسة التي بني عليها الدين الإسلامي… ففي الحديث الشريف(بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة و الزكاة و الصوم)(الحديث)و هو عبادة صامتة حيث ليس فيها كلام يسمع كالصلاة و لا عمل ينظر كالزكاة و لا حركات تبصر كالحج بل هو سر بين الله تعالى و العبد و عمل مستور بين الخالق و الخلق ولهذا اشتهر ان الرياء لا يدخله و النفاق لا يمسه فهو أشبه ما يكون برحلة من عالم المادة إلى عالم الروح في كل عام و سفر من الخلق إلى الحق في كل سنة و سلم يرتقى به نحو عالم الجلال و يسمو به نحو عالم الجمال و تعرج النفس الانسانية به في مدارج الشرف و السؤدد حيث يعطي للنفس سلطانا على الهوى وروحانية ترفعها من تراب الأرض إلى نحو السماء و لهذا تطهر به النفوس من رذائلها و تتخلص من شياطينها و يحلق به الإنسان عن حبائل تيارات الرغبات الحيوانية و ينجو من الزج في غمرات الشهوات البهيمية و يصبح لكلمة العقل الخطاب الفصل ولوحي الوجدان نفوذ السلطان فتعدل بذلك النفس عن بذل قواها في الجرائم الاجتماعية إلى التوجه نحو الكمالات الانسانية و تنصرف عن ميولها الدنية إلى الفضائل الاخلاقية و قد اثبتت التجارب المتعددة و الاستقراءات المتكررة ان تقليل الطعام يزيد الفهم و الذكاء قوة و شدة و يجعل الضمير في طيب و ارتياح و يزيد الإرادة عزيمة و مضاء و الصبر على مجابهة الحوادث قوة و نشاطا كما ان الإسراف في الطعام يولد البلادة في الفهم و البليلة في التفكير و العجز و الجزع عن مجابهة الحوادث و الشذوذ في الرأي و الكسل في العمل حيث ان بالبطنة تطمس البصائر و تخفي الحقائق و تغطى القلوب  بحجب كثيفة.ففي المثال العربي(البطنة تذهب الفطنة)و في المأثور عن لقمان الحكيم(إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة و خرست الحكمة و قعدت عن الحركة).

 

اضعاف سلطان العادة

هذا كل ما للصوم من اضعاف سلطان العادة الذي طالما أصبحت النفس اسيرة لقوته و مستعبدة لارادته.فانه بالصيام تترك العادة شطرا من الزمن و بذلك يضعف نفوذها و يسهل التخلص من قيودها و هناك فوائد عظيمة لا تنكر و نعم جسيمة لا تعد و لا تحصى إذ به يصير الإنسان لزمام نفسه مالكا و لرضاء ضميره ملبيا و لكلمات ربه و عقله سامعا واعيا.اضف إلى ذلك ما في الصوم من تقوية الإرادة لقهر النفس لشهوتها الدنية و كبح رغباتها و صدع ميولها و غلبة سلطانها و الصمود امام اندفاعاتها الفاسدة و شهواتها الدنية هذا ما استطاع أن يتوصل إليه الفكر في فوائد الصوم الروحية بعد الاستقراء و أدركه العقل بعد التدبر و التفكير و الا فله فوائد و منافع تقصر دون احصائها دقائق لطائف البصائر و يحتجب دون ادراكها هواجس الافكار و الخواطر.اما فوائده البدنية فقد ذكر علماء الطب انه بالصيام تصح الأجسام و في الحديث الشريف(صوموا تصحوا)و انتهت إلى هنا مقابلة المنار لسماحته.

مقابلة اذاعية تلفزيونية

ذكرت صحيفة الفجر الجديد بعددها 1604 بتاريخ 18 صفر سنة 1387 هـ 28 مايس 1967 م و صحيفة البلد بالتاريخ المذكور و صحيفة الثورة بالتأريخ المذكور و صحيفة المنار بالتاريخ المذكور و صوت العرب بالتاريخ المذكور و صحيفة الجمهورية بالتاريخ المذكور انه في مقابلة اذاعية تلفزيونية اجرتها بعثة التوجيه المعنوي التابعة لمديرية التدريب العسكري مع آية الله العظمى المجتهد الأكبر للإسلام و المسلمين المرجع الديني الإمام علي كاشف الغطاء قد جاء في كلمته بأنه قد صرح غير مرة بان من الخطأ أن يعزى موت الأمة إلى الظروف و الاقدار و إنما تموت بخذلان ابنائها لها في اوقاتها الحرجة.و لو قدر ان بعث نبينا محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  في هذا الظرف فاول ما سيامر به هو الجهاد عن هذه البقعة المقدسة بل ان الذي نؤمن به أيضا ان المسيح  عليه السلام  لو قدر أن بعث لما سكت عن هذه المأساة و هذا التعدي الفاحش و لأمر بالجهاد لاسترجاع هذه البقعة لأربابها و اهلها المؤمنين.

طلب منظمة فتح لفتوى بالجهاد بواسطة ديوان الاوقاف

لقد جاء في خطاب مستعجل من الاوقاف لسماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء يطلب فيه نص فتواه بالمساندة لثورة فلسطين لطلب منظمة(فتح)ذلك و إليكم نص الكتاب.

بسم الله الرحمن الرحيم

مستعجل جدا

      رئاسة ديوان الاوقاف

الادارة والذاتية و المؤسسات

               المدارس

                                  سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء

الرقم:1677

التاريخ 15/1/1969

م/فتوى

بناء على طلب حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح)تزويدها بنص الفتوى التي افتيتم بها حول مساندتكم الثورة الفلسطينية.نرجو تفضلكم بتزويدنا بنسختين منها لامكان اجابة الطلب و نشكركم.

                                                                                                        رئيس ديوان الاوقاف

نسخة منه إلى/

مديرية الادارة و الذاتية و المؤسسات/المدارس

فوزي15/1

و بالفعل ارسلت لهم ادارة الجامعة نص الفتوى المتقدمة.

برقية الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء إلى هيئة الأمم لمتحدة و جمعية حقوق الإنسان

لقد كانت الجريمة التي اقترفتها الصهاينة بدفنها عددا من العرب الاحياء جريمة بشعة نكراء زلزلت القلوب عن مستقرها و قد دفعت سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء أن يحتج لدى هيئة الأمم المتحدة و جمعية حقوق الإنسان و إليكم ما ذكرته الصحف العراقية عن ذلك قالت صحيفة الثورة الغراء بعددها 159 بتأريخ 23/2/1969 تحت عنوان بارز.

 

الإمام كاشف الغطاء يحتج لدى الأمم المتحدة و جمعية حقوق الإنسان

أبرق الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء إلى السيد يوثانت السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة و إلى جمعية حقوق الإنسان يستنكر فيها بشدة الجريمة الجديدة التي اقترفتها الصهيونية بدفنها عددا من العرب الاحياء في فلسطين المحتلة و فيما يلي نص برقية الإمام.

ان المثل العليا التي تكافح دونها عزائمكم الحديدية تستدعي أن تقفوا من كارثة دفن العرب الاحياء في فلسطين موقفاً حاسماً تندك به صروح البغي و العدوان و ان العهود والمواثيق التي ابرمتموها لمساعدة البشرية تتطلب منكم الضمان للانسانية من زجها في الدمار بأسوا الأهوال و الأحوال ألا و ان السكوت منكم أمام هذه الكارثة الوحشية التي اقبر بها الأبرياء و تراجعكم عن هذه النار التي تؤججها مواقد الاطماع و تلهبها كبرياء القوة و الطغيان يقع آخر امل للشعوب بمؤسستكم و آخر صلة تربطها بكم.

                                                                                     التوقيع

                                                                                       الشيخ علي كاشف الغطاء  

                                                                                            النجف الاشرف

و قد نشرت ذلك الصحف العراقية و التي بايدينا الأن حين كتابة هذه الاسطر صحيفة الثورة و الجمهورية بتأريخ الأحد 23/2/1969 بعددها 373.

طلب سماحة الإمام الحجة من مجمع البحوث

الاستنكار على المانيا الغربية باعترافها بالدولة اليهودية 

جاء في محضر الجلسة الثانية 14 محرم سنة 1385,15 مايو 1965 لمجمع البحوث الإسلامية الثاني المنعقد في القاهرة ابتدر الكلام سماحة اية الله كاشف الغطاء مشيراً إلى حادث اعتراف المانيا الغربية باسرائيل ووجوب مبادرة المؤتمر إلى مواجهة هذا العمل العدائي فشكره فضيلة الإمام الأكبر واعداً بالنظر في هذا الاقتراح بعين الاعتبار.

وجاء في محضر الجلسة الرابعة من المؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية المنعقدة في 15 محرم سنة1385 هـ الموافق 16 مايو سنة1965 م.

تكلم فضيلة الإمام الأكبر فأشار إلى الاقتراح الذي تقدم به امس سماحة اية الله كاشف الغطاء بشأن ضرورة اتخاذ المؤتمر موقفاً حاسماً من اعتراف المانيا الغربية بأسرائيل وفتح فضيلته باب المناقشة في الاقتراح وتحدث كل من السادة الآتية اسماؤهم:

الشيخ عبد الحميد السايح و الشيخ عبد الله غوشة(الأردن).

الأستاذ ادريس الكتاني(المغرب)الدكتور مهدي علام و الشيخ محمد أبو زهرة الجمهورية العربية المتحدة و الدكتور عثمان خليل عثمان والدكتور سليمان حزين.

الشيخ محمد عودة                                       (غزة).

الشيخ نديم الجسر                                      (لبنان).

الشيخ محمد مهدي الخالصي                        (العراق).

الشيخ عبد الرحمن القلهود                         (ليبيا).

الشيخ محمد سالم عبد الودود                      (موريتانيا).

السيد أحمد ألنتو                                        (الفلبين).

السيد يوسف شريف النبهاني                        (غينيا).

السيد الحاج عبد الغفور                              (نيجيريا).

فنوهوا بقضية فلسطين ووجوب وقوف المسلمين جميعا منها موقف التأييد لحق العرب في استرداد حقهم و شجب المحاولات الاستعمارية لتصفية القضية.

و طلب السيد شعبان نوكوتو(أوغندا)اعفاءه من الاشتراك في بحث هذا الموضوع معرباً في نفس الوقت عن اهتمامه الشخصي بمشكلة فلسطين بوصفها مشكلة اسلامية و انسانية.

و طلب السيد احمد النتو ان نعرف بهذه القضية في البلاد غير الإسلامية لشرح حقيقة المأساة الانسانية التي يتعرض لها العرب في ارض فلسطين.

و اقترح فضيلة الشيخ محمد عواد أن يصدر المؤتمر نداءاً إلى العالم العربي و الإسلامي بمقاطعة المانيا الاتحادية مقاطعة كاملة.

و بعد المناقشة وافق المجتمعون على أن يصدر المؤتمر قراراً على وجه السرعة يعلن فيه استنكاره لاعتراف المانيا الاتحادية باسرائيل و تأييده للدول العربية للتي سارعت إلى قطع علاقتها مع المانيا الاتحادية ودعوة الدول الإسلامية إلى اتخاذ موقف مماثل و تقدم السيد الدكتور سليمان حزين بمشروع صيغة قرار في هذا الموضوع رأي المؤتمر بحثه و صياغته بوساطة المكتب الفني للمؤتمر في أثناء الاستراحة(ورفعت الجلسة).

ثم عادت الجلسة إلى الانعقاد في الساعة 12.40 و اعلن فضيلة الإمام الأكبر مشروع صيغة القرار التالي مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الثاني المنعقد في رحاب الأزهر الشريف و الذي يمثل خمسة و ثلاثين دولة من دول اسيا و افريقيا واوربا يعلن باسم المسلمين جميعا استنكاره الشديد لموقف حكومة المانبا الاتحادية من قضية فلسطين و اعترافها ببحكومة اسرائيل و يعرب عن تأييده الكامل للدول العربية في قطعها للعلاقات مع حكومة المانيا الاتحادية و يدعو سائر الدول الإسلامية إلى أن تقف من قضية فلسطين الموقف الذي يحتمه الدين عليها و ان تؤيد الدول العربية في قرارها بقطع العلاقات مع المانيا الاتحادية و تمت الموافقة عليه بالإجماع.

و هنا بلغت الساعة الثانية عشرة و الدقيقة الخمسين فاعلن فضيلة الإمام الأكبر رفع الجلسة على أن تستأنف في الساعة الخامسة مساء اليوم.

و قد علقت على ذلك الصحف المصرية فجاء في جريدة الأهرام بتاريخ 17/5/65 ان السيد اية الله كاشف الغطاء من علماء الشيعة في العراق طلب من المؤتمر اتخاذ قرار عاجل يسبق الجلسة الخاصة بفلسطين احتجاجا على موقف ألمانيا الغربية لاعترافها بإسرائيل و إمدادها بالمال و السلاح لقتال العرب و المسلمين وتعقيباً على ذلك اعلن السيد محمد سالم عبد الودود رئيس وفود موريتانيا الغربية نيابة عن وفود الدول التي تتعامل مع ألمانيا الغربية للآن بأنهم يشتركون في هذا الاحتجاج و ان تعامل بلادهم مع المانيا لا يؤثر على ارائهم ووافق المؤتمر على اتخاذ القرار التالي بصفة عاجلة.

مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الثاني المنعقد في رحاب الأزهر الشريف و الذي يمثل خمسة و ثلاثين دولة من دول أسيا و أفريقيا و اوربا يعلن باسم المسلمين جميعا استنكاره الشديد لموقف حكومة جمهورية المانيا الاتحادية من قضية فلسطين و اعترافها بحكومة اسرائيل و يعرب عن تاييده الكامل للدول العربية في قطعها للعلاقات مع حكومة المانيا الاتحادية و يدعو سائر الدول الإسلامية إلى ان تقف من قضية فلسطين الموقف الذي يحتمه الدين عليها و ان تؤيد الدول العربية في قرارها بقطع العلاقات مع المانيا الاتحادية.

و قالت صحيفة الأخبار المصرية 17/5/1965 تحت عنوان مؤتمر علماء المسلمين يقرر بالإجماع استنكار موقف المانيا الغربية ة تأييد الدول العربية و دعوة تأييد الدول الإسلامية للقيام بما يحتمه الدين لنصرة فلسطين قلت تحت هذا العنوان قدم مشروع القرار إلى المؤتمر في جلسة أمس الشيخ اية الله كاشف الغطاء من العراق و عرضه على المؤتمر الإمام الأكبر الشيخ حسن مأمون ثم أعده في صيغته النهائية الدكتور سليمان مدير جامعة أسيوط و الشيخ نديم الجسر مفتي طرابلس بلبنان ثم وافق عليه المؤتمر بالإجماع.

و قالت جريدة الثورة المصرية 16/5/65 تحت عنوان سماحة الشيخ علي كاشف الغطاء يطرح على مجمع البحوث الإسلامية اقتراحاً باستنكار الموقف الاثيم لحكومة بون قالت.

اقترح سماحة آية الله العلامة الشيخ علي كاشف الغطاء عند افتتاح الجلسة الثانية لمجمع البحوث الإسلامية في الساعة العاشرة من صباح أمس في القاهرة إصدار قرار من المجمع باستنكار الموقف الاثيم الذي اتخذته المانيا الغربية من العرب و المسلمين باعترافها بدولة العصابات الصهيونية بفلسطين و طالب باتخاذ اجراءات حازمة و عاجلة ضد المانيا الغربية من قبل كافة المسلمين في العالم و لقد كان اقتراح سماحة العلامة الشيخ علي كاشف الغطاء موضع استحسان جميع الوفود الإسلامية التي حضرت المجمع و التي تمثل 40 دولة اسلامية في اسيا و افريقيا و اوربا و في مقدمة من أعلن تأييده لذلك فضيلة الأستاذ الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر.

حرق المسجد الاقصى

جاء في الصحف العربية ذكر مواقف الإمام كاشف الغطاء من حرق المسجد الاقصى ففي جريدة الثورة العراقية في عددها 302 للسنة الثانية.الأحد 24 آب 1969 م المصادف 9 جمادي الثاني سنة 1389 هـ.

ناشد سماحة الإمام الشيخ علي آل كاشف الغطاء كافة الشعوب الإسلامية و الجيوش العربية و الفصائل الفدائية بتشديد الضربات الساحقة إلى الصهاينة و المستعمرين لارتكابهم الجريمة البشعة النكراء بحرق اولى القبلتين و ثالث الحرمين المسجد المقدس لدى أهل الشهادتين و لا ننسى موقفه في الاحتفال بمولد أمير المؤمنين عليه السلام  في كربلاء عندما خطب ارتجالا و ذكر حرق المسجد الاقصى و الحال التي عليها المهاجرون و كانت آلامه تمتزج بعباراته و عباراته تمتزج بعبراته آثار بها الشعور و استنهض بها الهمم.

 

البرقية التي بعث بها سماحة الحجة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء جوابا عن ما جاءه من المنظمات الفلسطينية                                        

نشرت الصحف العراقية و جاء في نشرة الأخبار الداخلية لوكالة الانباء العراقية للسنة الحادية عشرة في عددها(245)الثلاثاء 2/9/1969 ص 16 تحت عنوان برقية الإمام كاشف الغطاء إلى المنظمات الفلسطينية ما نصه.

النجف 2/9/واع

استنكر حجة الإسلام الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء جريمة الصهيونية باحراق المسجد الاقصى الشريف و قد جاء ذلك في برقية بعث بها سماحته ردا على برقية تلقاها من الاتحاد العام لطلبة فلسطين و الاتحاد العام لعمال فلسطين و اتحاد المرأة الفلسطينية.و جاء في برقية سماحته لقد كان لبرقيتكم الأثر البليغ في نفوسنا فقد زادت بها لواعج الاشجان و الاحزان و ان عبراتي في هذا المجال تسبق العبارات و ان زفراتي تمتزج بالحسرات على العمل الاجرامي الذي ارتكبته الصهاينة بانتهاكهم حرمة المسجد الاقصى فيالله و المسجد الاقصى من هؤلاء العتاة المردة.فأين ذووا النجدة من الصلحاء والابرار و منشدي العدالة الانسانية في شرق الأرض و غربها من استرجاع الحق لاهله و تطهير الأرض المقدسة من أهل الفساد و الافساد فان الله لا يضيع اجر المحسنين و المجاهدين.و بهذه المناسبة ننقل المنشور الذي اصدره سماحة السيد عبد الحسين و يشيد فيه بموقف سماحة الإمام الشيخ علي حفظه الله تعالى و يستنكر حرق المسجد الاقصى.

                                 بسم الله الرحمن الرحيم

 نداء الإسلام و الإيمان

من كعبة العلم و أم العواصم الدينية إلى الأمة الإسلامية و علمائها و قادة الدول العربية و شعوبها و إلى كل فرد عربي و كردي و ايراني و مسيحي مخلص لامته و قوميته و دينه و إلى كل بقعة يعلن فيها اسم الله و يصلي فيها على انبيائه و رسله أن ينظروا إلى الحوادث التي أصابت الأمة العربية بعيون صحيحة مجردة عن الغايات و الاغراض و دعايات الاستعمار الخبيث و اتباع ما دعت إليه  انبياء الله و رسله من ان فلسطين و طن عربي و ارض مقدسة و فيها المسجد الاقصى الذي قال الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله و قوله تعالى: "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ"و قد أفسدت اسرائيل اللقيطة مرات و مرات و هذه الأيام أيها المسلمون قامت بعمل اجرامي يتنافى مع كل القيم و التعاليم السماوية الا و هو اشعال النار في المسجد الاقصى.

ان هذه الجريمة بحق مقدساتنا و تراثنا الإسلامي ما هي إلا مخطط خبيث و نوايا مبيتة لازالة جميع معالم هذه المدينة المقدسة خلافا لكل قرارات الأمم المتحدة بعدم تغير الوضع في القدس الشريف.

ان النجف الاشرف انجبت للإسلام و المسلمين اضخم العقول و اغنى الافكار و نشرت تعاليم القرآن و السنة النبوية و صانت شريعة النبي محمد من الجمود و شلل البدع و ما يثير الشكوك و الشبهات تستصرخ المسلمين عامة و تحتج على الجريمة النكراء التي ارتكبها الاستعمار و اسرائيل و ان علماءها الاعلام و على رأسهم الآية العظمى و المرجع الديني(الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء)الذي اتصل حاضرة بماضيه الزعامي في مجد العلم ورسوخ قدمه في الزعامة الدينية المقرونة بالعمل في سبيل الاصلاح و الارشاد يستنكرون هذا الحادث الجلل الذي ادمى القلوب اشد الاستنكار و يتطلبون من المسلمين في شرق الأرض و غربها أن يقفوا جنبا لجنب في الكفاح ضد المعتدين من اسرائيل و اشياعهم و اتباعهم و أن يتداركوا الأمر قبل استفحاله و الحادث قبل تأصله و توسعه و استفادة العدو منه.

ايتها الأمة المسلمة:

لا يتم لنا تحطيم هذا المولود اللقيط المشوه الا بالتقاء كلمة العرب و المسلمين عملا بقول الرسول يد الله مع الجماعة و الجماعة مدعوة لاستعراض الماضي و تمحيص الحاضر بسيئاته و حسناته و الاستفادة من تجارب الامس و اليوم و هي حين تفعل هذا بصدق و اخلاص ستدرك حتما ان العدو تحفز لاشباع اطماعه في التوسع و السيطرة على الإسلام.و الإسلام يدعوكم للاخوة في سبيل الله و الوطن و من أجل الاخوة الصادقة يعمل مجلس قيادة الثورة المحترم و على راسهم الرئيس البكر عملهم المتواصل لتوحيد فرق التوحيد و تحقيق الوحدة الوطنية التي تربط كل فرد بأخيه ايمانا منهم بالدين الإسلامي و كونوا عباد الله اخوانا و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و السلام عليكم و على علمائنا لا سيما شيخنا المجاهد الشيخ علي كاشف الغطاء.

                                                                            الراجي رحمة ربه

                                                                   عبد الحسين الحسيني الدخيلي

 

رأي ديني مهم

و مما يناسب ذكره في هذا المقام التعرض لما و جهته شعبة التحقيقات الصحفية لوكالة الانباء العراقية لدار الفتوى لسماحة الحجة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء السؤالين الاتيين طالبة فتواه بذلك و اليك النص حرفيا.

بسم الله الرحمن الرحيم

الجمهورية العراقية

        وكالة الانباء العراقية

                  بغداد

شعبة التحقيقات الصحفية

سماحة حجة الإسلام المجتهد الأكبر الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء  .

1ــ الأضاحي التي تنحر صباح عيد الأضحى في الديار المقدسة إنما تنحر لوجه الله و ليس لوجه دولة أو جهة معينة..و إذا جاز التصرف بها فان الشريعة الإسلامية توجب صرفها في وجوه الخير و خاصة للمحتاجين و لا ترى من هو في حاجة للحوم الاضاحي اكثر من اخواننا الفدائيين الابطال الذين يقاتلون الغزاة الصهاينة و المستعمرين في فلسطين المغتصبة.

ألا تؤيدون قيام مشروع عربي و اسلامي لتعليب لحوم الاضاحي التي تنحر في بيت الله و تخصيصها لاخواننا الفدائيين الذين يقاتلون في سبيل الله و العروبة.

2ــ و هل يجوز منح الشركات الامريكية الاحتكارية الصهيونية الاستعمارية حق تصنيع الاضاحي و المتاجرة بها..؟؟

أفتونا مأجورين حفظكم الله…

                                                                     شعبة التحقيقات الصحفية

                                                                       وزارة الثقافة و الاعلام

                                                                       وكالة الانباء العراقية

و اليك جواب سماحته دام ظله

ان التشريع الإسلامي إنما جاء لسعادة البشرية ورفع مستواها في سائر مجالات الحياة و لا ريب ان اتلاف ما ينحر أو يذبح في مواسم الحج أو تركه حتى يتعفن و ينتن أمر لا يرضاه الإسلام حسب ما تمليه علينا قوانينه و مبادئه.كيف لا و هو من اجلى مظاهر التبذير و الإسراف و أبرز أنواع الضرر و الإضرار و أوضح أقسام الفساد و الافساد الأمور التي يبغضها الشرع و يأباها العقل و تنكرها الانسانية و لا يعقل أن تقرها الشريعة المحمدية السهلة السمحة التي جاءت لسعادة الدارين و لخير النشأتين و بهذا اصبح لزاما معالجة هذا الأمر على ضوء الدين معالجة جدية يؤدى بها هذا الواجب الإلهي على احسن و جه و أتم صورة و لعل احسن حل لذلك هو أن توجه الجهود من قبل ولاة الأمر إلى تلك الذبائح قبل فسادها و تعفنها و بعد استغناء من في منى عنها إلى حفظها و تعليبها و انفاقها على أهل الحاجة من المسلمين خصوصا المجاهدين الذين ارخصوا انفسهم في سبيل انقاذ فلسطين إذا كانت صالحة لذلك و يؤيد ذلك بل يؤكده إطلاق قوله تعالى: "فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ "فأن عدم تقييد البائس الفقير بخصوص من في مِنى يستفاد منه جواز اخراجها و اطعامها لأهل الحاجة من الفدائيين و هل هناك في هذا الوقت الحاضر بائس فقير يطلب الله تعالى البر عليه والاحسان إليه مثل الفدائي الذي طلق الدنيا إطاعة للملكوت الأعلى و طلبا لمرضاة الله تعالى.و يرشد إلى ذلك ما في الكافي في المجلد الرابع في باب الآكل من الهدي ص500 بسنده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله  عليه السلام  قال:سألته عن إخراج لحوم الاضاحي من منى فقال  عليه السلام  كنا نقول لا يخرج منها شيء لحاجة الناس إليه فاما اليوم فقد كثر الناس فلا باس باخراجه.و قد رواه في التهذيب في المجلد الخامس ص 227 و رواه في الاستبصار ج2 ص275 و فيه في الباب المتقد ص501 بسنده عن حنان بن سدير عن أبي جعفر  عليه السلام  و بسنده عن أبي الصباح عن أبي عبد الله  عليه السلام  قالا نهانا

 

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  عن لحوم الاضاحي بعد ثلاث ثم اذن فيها و قال كلوا من لحوم الاضاحي بعد ثلاث و ادخروا و قد رواه في التهذيب ج5 ص 226 و رواه في الاستبصار ج2 ص274 و لا ريب ان المراد بالادخار هو أخذها للاستفادة بها في خارج منى إذ بعد ثلاثة أيام لم يبق في منى أحد حتى يدخرها لهم.و في من لا يحضره الفقيه في باب الاضاحي ج 2 ص 295 وقال الصادق  عليه السلام  كنا ننهى الناس عن إخراج لحوم الاضاحي من منى بعد ثلاث لقلة اللحم وكثرة الناس فأما اليوم فقد كثر اللحم و قل الناس فلا بأس باخراجه.و لا ريب ان إخراجه و صرفه في موارده هو أقرب طرق الامتثال و الايصال.و الفدائيون المحتاجون من ابرز الموارد له و أوضح المصاديق فيه.و أما منح ذلك للشركات الاجنبية الصهيونية فهو حرام محرم تاباه النواميس الإسلامية و القوانين الإلهية فان في ذلك تقوية للكافر المعتدي و إعانة للظالم المجتري و صرف لاموال المسلمين في غير مواردها الشرعي و جهاتها الخيرية(1).

و مما يستحسن ذكره كلمة وجدناها في مجموعة الدكتور الذري محمد كاشف الغطاء نجل آية الله المرحوم الشيخ محمد رضا بهذا العنوان.

التصريح المشؤوم

* الرسالة التي ادت إلى افظع ظلم في التاريخ.

* كيف تعاون الاستعمار مع اليهودية العالمية؟

* الطريقة التي تسلل بها اليهود إلى فلسطين.

منذ ستة و أربعين عاما و في اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني سنة 1917 م وجه وزير خارجية بريطانيا ايرل أوف بلفور,الرسالة التالية إلى البارون روتشليد أحد زعماء اليهود البارزين بصفته رئيسا للمنظمة الصهيونية الانكليزية: ـــ

(يسرني أن ابعث إليكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك بالتصريح التالي الذي ينم عن العواطف على أماني اليهود الصهيونيين و الذي رفع إلى الوزارة ووافقت عليه).

(ان حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين).

و ستبذل جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية مع البيان الجلي أن لا يفعل شيء يضر الحقوق المدنية و الدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة بفلسطين الآن.و لا الحقوق أو المركز السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى).

و قد سجلت هذه الرسالة في تاريخ السياسة في القرن العشرين باسم(تصريح بلفور)و كان لها شأن مذكور بأنها مهدت لارتكاب افظع ظلم في التاريخ و قضت باجلاء شعب فلسطين العربي برمته عن وطنه الذي ورثه عن آبائه و أجداده منذ مئات السنين و تشريده في الافاق ليحل محله شعب مكون من شذاذ الافاق هو الشعب اليهودي الذي كان إذ  ذاك يشكل 7 بالمائة فقط من مجموع سكان فلسطين هذا مع العلم بأن التأريخ يشهد ان العرب يقطنون فلسطين لا اقل من مدة ثلاثة عشر قرناً بصورة دائمية وهي فترة تقتضي الملكية المطلقة للبلاد في أي مكان من العالم لا تقبل الشك و الريب.وقبل ان نتوسع في البحث عن مقدمات تصريح بلفور و نتائجه و الأسباب الباعثة على اصداره نقدم إلى القراء تلخيصاً عن الفكرة الصهيونية و نشأتها و تطورها إلى ان بلغت مبلغها الحالي و أصبحت الدعامة السياسية التي تقوم عليها الدولة اليهودية الغاصبة.

ما هي الصهونية

الصهيونية فكرة يهودية ذات هدف ديني و سياسي معا.و هي ماخوذة من كلمة(صهيون)أحد الجبال التي تقوم عليها مدينة القدس و هدف الصهيونية العمل على تحقيق الطموح الديني اليهودي إلى الاستيلاء على فلسطين و إقامة الدولة اليهودية فيها و اعادة بناء معبدهم الديني المسمى(هيكل سليمان)مكان المسجد الاقصى المبارك و ممارسة العبادة الدينية فيه.

و تستمد هذه الفكرة و تستند إلى دعوى اليهود الوعد المباشر من الله تعالى و إلى العلاقة اليهودية المزعومة التي نشأت من حكم داود و سليمان الذي دام 73 عاما قبل ثلاثة آلاف سنة في جزء من فلسطين ومنذ نحو نصف قرن صرح(زانجويل)أحد كبار زعماء اليهود(ان فلسطين وطن بلا سكان فيجب أن يعطى لشعب بلا وطن(أي اليهود)و قال ان الواجب على اليهود في المستقبل أن يضيقوا الخناق على عرب فلسطين حتى يضطروهم إلى الخروج منها.

فالفكرة الصهيونية تقوم على أساس  دعوة يهود العالم المشتتين في سائر اقطار الأرض للعود إلى فلسطين بعد تشتيتهم و خراب هيكل عبادتهم و اعادة بناء هذا الهيكل في مكان المسجد الاقصى المبارك.و هذا لا يتم الا باستيلائهم بالقوة على بيت المقدس و تقويض أركان المسجد الاقصى و طرد الشعب العربي الفلسطيني و تشريده أو ابادته.

 

و قد ظل اليهود يعتنقون هذه العقيدة و يعيشون في هذا الخيال اجيالا طوالا منذ تدمير هيكلهم و نفيهم من القدس على يد القائد الروماني(طيطس)إلى أن دخلت الصهيونية ميدان السياسة العملية عام 1897م عندما دعا الزعيم اليهودي النمساوي(تيودور هرتزل)إلى عقد مؤتمر يهودي عام في مدينة بال بسويسرا للعمل على تحقيق الفكرة الصهيونية الداعية إلى العودة إلى فلسطين و تأسيس مملكة يهودية فيها.

و سنذكر فيما بعد تفصيلا لما حدث في مؤتمر بال و ما تبعه من حوادث تتعلق بصميم القضية الصهيونية و كيف اسفرت مساعي اليهود بعد ذلك عن حصولهم على وعد بلفور.

تعاون الاستعمار و اليهودية العالمية

سعى زعماء اليهودية العالمية منذ قرون لحمل الدول الاوربية على تأييدهم في السعي للسيطرة على فلسطين,و بلغت جهودهم في هذا السبيل ذروتها في القرن السابع عشر على انهم لم يستطيعوا الحصول على التأييد المنشود من الجميع لعدة أسباب منها:

1ـ عدم موافقة الدول الكاثوليكية كفرنسا و النمسا و أسبانيا و الدولة الروسية(الارثودكسية)على تفسيرات اليهود و أنصارهم لبعض أقوال وردت في التوراة بانها تعطيهم حقا دينيا في فلسطين.

2ـ التطاحن الدولي بين دول أوربا.

3ـ مطامع تلك الدول نفسها في فلسطين و البلاد العربية.

4ـ وجود الدولة العثمانية المسيطرة على فلسطين فلما أدرك اليهود صعوبة الحصول على تأييد هذه الدول الأوربية لخطتهم,ركزوا جهودهم بصورة خاصة في بريطانيا و عرضوا عليها خدمات اليهودية العالمية مقابل تعهدها منحهم فلسطين و كانت بريطانيا تقدر قوة اليهود العالمية و تحتاج إلى خدماتها في صراعها العظيم في ذلك العهد مع الإمبراطورية الأسبانية التي كانت تضطهد اليهود من سكانها في القرن السابع عشر فأقبلت بريطانيا على التعاون مع اليهودية العالمية لتحقيق الهدف المشترك.ومما حمل بريطانيا على قبول التعاون مع اليهود انها كانت تدين(بالبروتستانية)التي يعتقد اتباعها بصحة تفسيرات اليهود لبعض اقوال التوراة.فأخذت على عاتقها مسؤولية تنفيذ الوعد و أوجدت بذلك لنفسها حقا للمطالبة ببعض أقسام الإمبراطورية العثمانية.و ساعدت بموجب انتدابها على فلسطين الصهيونية على بناء دولة في ضمن دولة على أساس ان الدولة اليهودية في دور الحضانة و منحت اليهود في كل مكان جوازات الدخول إلى فلسطين على أساس ان ذلك من حقوقهم و ان يبنوا قواتهم العسكرية و مدارسهم العنصرية و نظامهم العمالي و التعاوني و منحتهم الامتياز الكامل لاستقلال فلسطين كلها حتى ان في الفترة 1919 ــ 1846 م تسلم اليهود من خارج فلسطين 350مليون باون و كان الباون إذ ذاك يساوي ثلاثة أو أربعة أضعاف قيمته الحالية و ذلك لغرض بناء الدولة الصهيونية و كانت نسبة الدخل لكل مهاجر منهم قد بلغت 638 باون أي 16 مرة أزيد من الدخل السنوي للفرد الواحد من السكان العرب.

و لما شرعت الولايات المتحدة الأمريكية في احتلال مركز مرموق في الأسرة الدولية انحازت به إلى المخيم الاستعماري رغم ما أعلنته من سياستها الانعزالية و مبدأ الرئيس مونرو المشهور و حفز نمو الولايات المتحدة الأمريكية زعماء اليهودية العالمية على السعي للحصول على تأييدها لخطتهم و معاونتها لهم.و نظراً لتشابه المصالح البريطانية و الأمريكية في الخارج و لأن معظم الأمريكيين يدينون أيضا بالبروتستانتية و يعتقدون بتعاليمها و تفسيراتها و بالتفسيرات اليهودية لأقوال التوراة فقد تم الوصول إلى تعاون وثيق بين الولايات المتحدة و اليهودية العالمية وازداد قوة و اتساعا بسبب ازدياد عدد اليهود الذين كانوا يهاجرون بكثرة إلى البلاد الأمريكية فأصبحت الولايات المتحدة الفريق الثاني في الاتفاق البريطاني اليهودي و لم يحل النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى غدا لليهودية العالمية نصيران كبيران في العالم هما بريطانيا و الولايات المتحدة. 

 

 كيف تسلل اليهود إلى فلسطين؟

كان اليهود يعملون خلال الأجيال الماضة بكتمان شديد لتحقيق مطامعهم في فلسطين و الاقطار العربية المجاورة و قد بدأوا غزوتهم لفلسطين بالتسلل إليها تحت ستار الدين متظاهرين بأنهم يريدون أن يكون لهم فيها وطن روحي فحسب.و كانت طلائع هجرتهم إليها في البداية جماعات من العجزة و الشيوخ.ثم اخذوا يفدون على فلسطين كمزارعين و خبراء و تجار و أطباء بزعم خدمة السكان جميعاً.فلما اطمأن اليهود إلى تأييد بريطانيا ثم الولايات المتحدة لهم,و إلى ازدياد نفوذهم و قوتهم,و لا سيما بعد شق قناة السويس و اقدام دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الحين و(كان يهودياً)على شراء قسم كبير من اسهم القناة لحساب بريطانيا و احتلال بريطانيا و فرنسا لاجزاء عديدة من العالم العربي,و شعروا بضعف السلطنة العثمانية التي كانوا يتآمرون على كيانها و يعملون على انهيارها مع الدول الاستعمارية الكبرى اخذوا يكشفون النقاب عن حركتهم الصهيونية رويدا رويدا و بتحفظ و لما بدأ سيل الهجرة اليهودية يطغى على فلسطين بعد وقوعها فريسة للاستعمار البريطاني عام 1917م و اخذ الشعب العربي الفلسطيني في مقاومة ذلك الخطر أعلن بعض زعماء اليهود يريدون أن يعيشوا بسلام و أمان مع أهل البلاد العرب دون أن يلحقوا بهم أي اذى أو ضرر و بلغ بهم الأمر إلى حد الزعم بأنهم لا مطامع سياسية لهم في فلسطين و ان أقصى ما ينشدونه التمتع بحريتهم الدينية و إدارة شؤونهم الطائفية و الثقافية,ثم أعلنوا انهم لا يطمعون في غير منطقة يتمتعون فيها بالحكم الذاتي(كانتون)و ان تلك هي آخر رغباتهم و قد انخدع بأقوالهم كثيرون و الحال انهم كانوا يكيدون للعرب و يتآمرون مع أعداء العرب على تحول فلسطين كلها إلى دولة يهودية.

كيف حصل اليهود على وعد بلفور؟

اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى في صيف سنة 1914م و لم تلبث أن دخلتها الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا فانتهز اليهود فرصتها و قد كان لدسائسهم و مكرهم و مكائدهم دور كبير في بريطانيا و الولايات المتحدة لتنفيذ خطتهم في الاستيلاء على فلسطين و تحقيق مطامعهم في البلاد العربية.

و في عام سنة 1914م كان الدكتور حاييم وايزمان يتولى زعامة الحركة الصهيونية فلما قامت الحرب العالمية الأولى قرر الانتقال إلى لندن و معه عدد كبير من زعماء الحركة و صرح ان لندن هي الطريق التي توصل اليهود إلى فلسطين و ركز وايزمان وزملاؤه جهودهم في بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية بصورة خاصة و راحوا يسعون سعيا حثيثاً لإصدار وعد من الحلفاء بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و حصل فيما بعد على ما أراده.

الوطن القومي يتطور إلى دولة

عملت بريطانيا منذ احتلالها لفلسطين عام 1917م إلى أن خرجت منها عام 1948م طوال ثلاثين سنة بالتفافهم التام مع الجمعية الصهيونية ثم الوكالة اليهودية على توطيد أركان الوطن القومي اليهودي في فلسطين,ضاربة عرض الحائط بحقوق الشعب العربي الفلسطيني التي نص عليها و عد بلفور نفسه و التي نص عليها صك الانتداب أيضا و بكل شريعة سماوية أو أرضية و لم يلبث الوطن القومي أن تحول و تطور إلى دولة يهودية بعد قرار التقسيم الذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني نوفمبر 1947م و لم تلبث هذه الدولة اليهودية أن تجاوزت الحدود المعينة لها في قرار التقسيم و جعلت تنقص القسم العربي و الباقي من فلسطين و تقتطع منه جزءاً بعد جزء بفضل تشجيع بريطانيا و أمريكا و فرنسا و غيرها من دول الاستعمار لها على عدوانها المستمر و امدادها بالمال و السلاح و التأييد السياسي في الأمم المتحدة و سائر المحافل الدولية.

على ان مطامع اليهود في دولتهم العتيدة و ضالتهم المنشودة لم تقتصر على ما اغتصبوه من أرض فلسطين بل تجاوزتها إلى الأقطار العربية المجاورة فهم يطمعون في تأسيس دولة إسرائيل الكبرى من(النيل إلى الفرات)و أن تشمل هذه الدولة فلسطين كلها و شرق الأردن وسوريا و لبنان و العراق(خلا القسم الشمالي منه)و سينا و الدلتا من الأراضي المصرية و شمالي الحجاز حتى المدينة المنورة و قد سجل زعماء اليهود مطامعهم هذه على القرطاس بالخريطة التي و ضعوها هم أنفسهم ووجدت محفوظة خلال الحرب العالمية الثانية في خزانة حديدية لآل روتشيلد في مدينة فرانكفورت بألمانيا.

 

 هذه خلاصة موجزة عن الفكرة الصهيونية و المطامع اليهودية الخطيرة في فلسطين و العالم العربي التي ظهرت على مسرح السياسة العالمية منذ مؤتمر بال و اتخذت شكلاً عملياً بالحصول على وعد بلفور ثم بتقسيم فلسطين الذي اسفر عن ظهور دولة إسرائيل التي يطمع اليهود في تطويرها إلى دولة كبرى تضعها في صميم العالم العربي بين يدي امتنا العربية و شعبها الفلسطيني المجاهد الذي تضافرت المطامع الاستعمارية و اليهودية على تشريده و اغتصاب وطنه لتكون تذكرة و عبرة لمن ألقى السمع و هو بصير و لتكون حافزاً للعرب و المسلمين على انقاذ هذا الجزء السليب من الوطن العربي الكبير و دفع الخطر عن بقية أجزائه المهددة.

هذا ما وجدناه في مجموعة الدكتور الذري السيد محمد كاشف الغطاء نجل الشيخ الحجة محمد رضا و له قصيدة عصماء مطلعها(يا فلسطين الشهيدة)لم نستطع الظفر بها و لا بباقي كتاباته القيمة في هذا الموضوع لأنها في المكتبة الخاصة و لم نستطع فتحها لقرب و فاته.

ما في العبقات العنبرية مما يرتبط بالموضوع

قال المؤلف  رحمه الله  حدثني عمي العباس بن علي عمن كان مع الشيخ جعفر كاشف الغطاء و شهد الواقعة و ذكرها أيضا صاحب كتاب معدن الشرف و حاصلها ان الشيخ جعفر توجه في بعض السنين إلى نواحي البصرة فأتوا على خيولهم إلى غياض ملتفة بالقصب و البردي و كان ذلك المكان يعرف بكثرة السباع فلم يمكن المبيت به و قد هجم الليل و لا بيت و لا خباء حتى ينزلون فيه و بينهم و بين البيوت الشط المعروف بشط العرب و هو في الحقيقة بحر لا شط و لم تكن على ساحله سفن فوقفنا متحيرين فجاء الشيخ ووقف على الساحل و قال سبحان الله ان موسى بن عمران عبد من عبيد الله و أنا عبد من عبيده و قد ضرب بعصاه البحر فانفلق ثم جعل يخاطب الماء أنا و اياك عبدان من عبيد الله مسخران بامره قسمت عليك.بكذا و كذا.و جعل يقرأ أسماءاً لا نعرفها ثم قال اتبعوني و دخل بفرسه الشط و هو عليها و تبعناه نحن فما كان الا كلمحة البصر و إذا نحن على الساحل المقابل فالتفتنا إلى خيولنا فلم يكن اثر للماء الا على ارجلها إلى ركبها و لما و صلنا البصرة اقمنا فيها مدة رجعنا على طريق بغداد فلما صرنا على ليلتين منه بتنا ليلة هناك و كانت الأرض ذات شوك و قتاد فكان الشيخ جعفر  رحمه الله  يكرر سبحان الله المعمر المدمر فسألناه عن السبب لهذه الكلمات بالخصوص فقال ستكون هذه الأرض بلدة عظيمة.يقول الراوي فما مرت السنون حتى أدرك أغلب من كان معنا تلك البلده و هي الآن المعروفة بالكوت و لعل هذه المكرمة للشيخ هي التي نقلناها عن المرحوم السيد معتوق ص40 و يكون الذي حرض الشيخ على ذلك هم اليهود.و اظنك أيها الناظر في هذه المكرمة و امثالها تقول ليس هذا الا لعلام الغيوب و لكنك إذا التفت إلى قوله تعالى في الحديث القدسي(عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون)و الشيخ جعفر  رحمه الله  اظهر مصاديق الإطاعة يرتفع عند ذلك الوهم و جاء أيضا في العقبات العنبرية حدثني عمي العلم العباس عن الثقاة ان جماعة من أهل البحرين اخبروا الشيخ جعفر  رحمه الله  أن في البصرة جماعة من احبار اليهود و رهبان النصارى و قسيسهم يجلسون في الطرقات و الأسواق و يطعنون في الإسلام و يفسدون مذاهبه حتى تهود خلق كثير من المسلمين و تنصر آخرون فشد الشيخ جعفر  رحمه الله  الرحال بجماعة من أصحابه حتى أتى البصرة و اخذ يجادل احبار اليهود و قسيسي النصارى و يحادثهم بألسنتهم و كتبهم فسألوه أن يباحثهم في علم الأديان و غيرها فأجابهم لذلك و جعل بحثا لليهود و بحثا للنصارى عصراً و صبحا فما انجلت الغبرة الا و قد اسلم من الأحبار و القسيسين ما يقدر بالمائة و قد توجهوا إلى البلدان النائية الخالصة يهودا و نصارى ليهدوهم سواء السبيل.

 

الفصل الرابع

في سفر سماحة الإمام من النجف إلى القاهرة تلبية للدعوة

اعتادت الهيئة العلمية في النجف الاشرف و الجماهير الشعبية على اختلاف طبقاتها من وجهاء البلد من الطلاب و الكسبة و العمال و باقي وفود الألوية من الجمهورية العراقية اعتادوا توديع سماحة مرجعهم الديني الزعامي آية الله البرى الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء حينما يغادر وطنه الحبيب لحضور المؤتمرات العالمية الإسلامية لجمع كلمة المسلمين و رص صفوفهم و لرفع كلمة التوحيد عاليا أمام هذه التيارات العالمية في صراعها الدائم مع الإسلام و المسلمين فينبري سماحته حفظه الله لكشف الحقائق باعلى صورها و ابهى معانيها و قد امتازت هذه الأسرة من آل كاشف الغطاء و هذا البيت الطاهر المقدس بهذا الجهاد الديني و أصبح طابعها الخاص منذ عهد مؤسسها الأول و زعيمها الاوحد الشيخ جعفر كاشف الغطاء صاحب كتاب كشف الغطاء الكتاب الديني الذي يعتبر بحق دائرة معارف فقهية اسلامية و هذا ما تجده في خلال سطور هذا الكتاب بين جامعة الإمام كاشف الغطاء و بين مجمع البحوث الإسلامية و ما تقف عليه من نشاط واسع لهذه الأسرة الميمونة المباركة المجاهدة في الذب عن بيضة الدين و الإسلام.و الإمام كاشف الغطاء فرع من هذه الشجرة الطيبة حاملا تراث آبائه الكرام و قد أحسن من قال:

اؤلئك آبائي فجئني بمثلهم
 

 

إذا جمعتنا يا جرير المجامع
 

 

و حين علم الشعب كله بمغادرة سماحته توجه الناس افواجا لدارهم العامرة المعروفة و التي ليست دارا لآل كاشف الغطاء بل هي للمسلمين عامة بل للبشرية أجمع لا تغلق بابها يؤدي إليها الجميع لقضاء حوائجهم و مهام شؤونهم.و كان توجه القوم يوم الاثنين 30/9/1968 يطلبون من سماحته تحديد الزمن الذي يتحرك فيه موكبه الطاهر و قد غص المكان بهم بعد أن انثوا للسلام عليه و لثم انامله الشريفة و التبرك بطلعته النيرة فافتر فمه عن ابتسامته المعهودة ببشاشته ووداعته مرحباً بهم متأثراً لتجشمهم عناء السفر ووعثاء الطريق و أبى أن يعلن موعداً محدداً لمغادرته.و حين أقبل الليل ليلة الثلاثاء 1/10/1968 بظلامه الدامس و هدأت العيون استدعى سماحته كاتب هذه السطور(الكفائي)و الوفد المرافق لسماحته و همس همساً خفيفاً بحضورهم عند مطلع الفجر في مكتبته العامرة تهيؤوا للرحيل حرصاً من سماحته على راحة الناس الذين أبوا الا أن يرافقوا سماحته من النجف الاشرف حتى مطار بغداد و حتى إقلاع  الطائرة.و في جنح الظلام و قبل أن تستيقظ الطيور من اوكارها و بعد أداء فريضة الصبح تحرك موكب سماحته و الوفد المرافق له متجهين لزيارة الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام  ثم توجهنا إلى كربلاء لزيارة الحسين بن علي  عليه السلام  و أخيه أبي الفضل العباس  عليه السلام  ثم تحرك الركب إلى مدينة المنصور في بغداد حيث دار أخيه الدكتور الذري محمد كاشف الغطاء  رحمه الله  .

و عند طلوع الشمس و ارتفاع النهار علمت الهيئة العلمية في النجف الاشرف مغادرة سماحته النجف الاشرف و توجهه إلى بغداد هرعت الجماهير الغفيرة إلى بغداد و إلى الكاظمية و اجتمعوا في مدرسة الإمام كاشف الغطاء في الكاظمية ووزعت آلاف المناشير من قبل مدارس الإمام كاشف الغطاء في بغداد و الكاظمية و الاعظمية و من قبل الهيئات العلمية و الهيئات الدينية الأخرى و الهيئات الشعبية و توجهوا جميعا إلى مدينة المنصور حيث يكون سماحته في دار أخيه الدكتور محمد كاشف الغطاء و تجمهروا هناك و ابوا إلا أن يخرج سماحته مع هذه الجماهير الغفيرة و هذا الحشد الكريم من المودعين رضي أم أبى فخرج سماحته بالتهليل و التكبير فازدحم الناس على تقبيل أنامله الشريفة و اخذ المصورون يلتقطون عدة صور و اخذت عدسة التصوير تنتقل من هنا و هناك لتصور هذا المشهد الرائع ثم اتجهت السيارات بآلاف الناس إلى الكاظمية حيث زيارة مرقد الامامين الجوادين H فازدحم الصحن الشريف بالجماهير تهتف بحياة الإمام كاشف الغطاء و بعد اداء مراسيم الزيارة توجه إلى مدرسته الدينية في الكاظمية لاستراحة قليلة و سجل الأستاذ الكبير علي الخاقاني تصريحاً لسماحته عن قضية قلسطين و دعم العمل الفدائي ثم توجه سماحته و الوفد المرافق له مع هذه الجماهير الغفيرة إلى مطار بغداد فكان في بهو المطار رجال الحكومة العراقية و رجال السفارة المصرية و القيت الكلمات و القصائد و ألقى كاتب هذه السطور(الكفائي)كلمة ارتجالية شاكرا الوفود نيابة عن سماحته ثم توجه بالشكر للجمورية العراقية و أعضاء السفارة المصرية ثم ألقى قصيدته اعيدت اكثر ابياتها ومطلعها:

ففي الجو حلقت الطائرة
 

 

إلى أين إلى القاهرة
 

 

ثم ألقى السيد قاسم الخطيب كلمة العلامة الدخيلي  رحمه الله  ثم تعاقب الخطباء واحدا تلو الآخر ثم نهض سماحته مودعا الوفود الكرام ورجال الصحافة و أعضاء السفارة المصرية ووكالات الانباء و توجه بالتهليل و التكبير إلى مدرج الطائرة و اخذ مكانه و الوفد المرافق له في الدرجة الأولى من الطائرة و حلقت الطائرة متجهة إلى مطار سوريا لاستراحة قليلة و قد اجتمع بسماحته في مطار دمشق رجال الصحافة ووكالات الانباء و اخذوا من سماحته تصريحات هامة عن مؤتمر مجمع البحوث و عن فلسطين و عن الدول العربية و الإسلامية ثم غادرنا مطار دمشق قبيل الغروب حيث مطار القاهرة فكان في استقبال سماحته أعضاء مجمع البحوث وسار الركب متجها إلى فندق النيل و حين وصوله كان الدكتور محمود حب الله في استقباله و جمع غفير من المستقبلين فحل ضيفا كريما على الجمهورية العربية المتحدة.

 

المنشور الذي وزع في الكاظمية بعد ظهر الثلاثاء قبل سفر الإمام بساعات

بسم الله الرحمن الرحيم

سيغادر العراق لحضور مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية المنعقد في القاهرة سماحة آية الله العظمى مرجع الطائفة الإمام المجاهد الشيخ علي كاشف الغطاء و الوفد المرافق له الذي يضم نخبة من رجال الدين الأفاضل و سيجري له توديع حافل في المطار المدني عصر يوم الثلاثاء 1/10/1968 الساعة الثالثة على الخطوط الجوية للجمهورية العربية المتحدة.فالهيئة العلمية في النجف الاشرف تودعه بقلوب مشفوعة بالحب و الولاء و نسأله تعالى أن يجعله سفرا ميمونا مباركا و عودة طيبة لوطنه العزيز انه سميع مجيب.

                                                                       الهيئة العلمية الدينية

                                                                              في النجف الاشرف

كلمة العلامة الدخيلي في المطار

لقد القيت عدة كلمات و قصائد شعرية في مطار بغداد و لكن مع الاسف قد فات من يدنا اكثرها لأن ساعة السفر و كثرة المودعين اذهلتنا عن اخذ ما كتب منها و عن تسجيل ما ارتجل منها و لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله و إلى القاري الكريم كلمة العلامة الدخيلي  رحمه الله  ألقاها بالنيابة عن السيد قاسم الخطيب حفظه الله.

بسم الله الرحمن الرحيم

من اجل توديع شيخنا الجليل آية الله وحجته علي كاشف الغطاء

يا سماحة الإمام الحجة سلام الله عليك ان رجال النجف الاذكياء الاوفياء و علمائه العاملين النبلاء و شبابه المثقفين الفضلاء قد حضروا في مطار بغداد بغداد العروبة و الإسلام ليودعوك جسما و لكنك في قلوبهم معنى ورسما بما غرست في النفوس من روح الذين و سلم الرقي و لب الحقيقة المدنية و أصل الكمال و حياة القلوب و سراج العقول و نبراس الفكر.و الدين و العلم يا سماحة الإمام هما توأمان يمشيان جنبا إلى جنب و قد قيل في العلم و أنت من أهله.

فالعلم اهلوه ما بين الورى درر
 

ج

 

فاسلم فانك منها درة النجف
 

 

و نحن في العراق يا سيدي أحوج ما نكون إلى انتشار الروح العلمية ما بيننا فالنظرة العلمية إلى الأمور نظرة بعيدة بشرط أن لا تتسلط عليها الأنانية و هذه النظرة هي و حدها التي تصلح لمعالجة المشكلات العامة و حل المسائل المشكلة سواء كان ذلك في ميدان الاجتماع أو ميدان السياسة أو ميدان البحوث العلمية أو الشؤون الاقتصادية و المالية وكثير من المشاريع و الأعمال في العراق تخفق أو تطوى بسبب انانية البعض و تغلب النزعة الشخصية على النظرة الموضوعية فيحجب وجه الحقيقة و تضيع معالم البحوث العلمية و يحل التنابذ و التطاحن محل التفاهم و التعاون و يصيرالبحث في الغالب بحثاً لفظياً قوامه الجمل المنمقة أو الجدل الاجوف الذي لا يرتكز على تجارب و لا يعتمد على حقائق.

و إذا رجعنا إلى تاريخ ابائك و سلفك الصالح الذين هم عرفوا حقيقة الحق و العلم و تمسكوا بالفضيلة و نفضوا من نفوسهم غبار الخمول فنبهوا الناس على غفلاتهم بعلم و حكمة نجدك نهجت نهج السلف الصالح من ابائك فكانت لك الجولات المعروفة في شتى الميادين و لم يكن الدرس و التاليف ليمنعك من الانصراف إلى ارشاد الناس و منعهم من التشكيك في الحقائق و عما يدخلونه في الدين ما ليس منه.

و لعمري يا سماحة الحجة ان الذي يسلك طريق العزلة و الانزواء بالظاهر إذا كان من الفقهاء فقد خالف وجدانه و عرفانه حيث ان العزلة تتنافى مع روح الإسلام و مع سنن النبوية التي اتبعتها رجالات الإسلام الاولون الذين كانت لهم الجولات المعروفة في شتى الميادين و الاهتمام بأمور المسلمين و جمع شملهم على صعيد واحد من المحبة و كانت الحركة مستمرة منهم في اطار حرية الفكر لوحدة الصف و تمحيص المعتقدات على ضوء ارشادات العقل و الفهم و ان هذه الحملة منا يمكن أن تعد جزء من مؤتمر البحوث العلمية الذي يقوم به العلماء العاملون في الجمهورية العربية المتحدة ضد الطغيان و دفاعا عن الحرية التي نادى بها المتقدمون من ابناء زماننا الذين يتطلعون إلى ايجاد علاج للمجتمع الإسلامي الراهن و شفائه من مواطن الداء فاسرع يا سماحة الإمام بوصف الدواء و الله يمدك بالتأييد و التسديد و لسلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

                                                                     الراجي عفو ربه

                                                               السيد عبد الحسين الدخيلي

 

الفصل الخامس

ما وقع في المؤتمر لمجمع البحوث الإسلامية في القاهرة

في صباح الأربعاء 2/10/1968 بعد أن اطمأن بنا المجد و النائل الغمر في فندق النيل توجه سماحته لمؤتمر مجمع البحوث في جلسته السابعة و التقى بنا أعضاؤه في غمرة من الحب و لسلام و تبادل عبارات الشوق و الحنان.

كلمة سماحة الإمام الارتجالية في المؤتمر

في عصر ذلك اليوم الذي حضرنا في المؤتمر صباحه يوم الأربعاء 10 رجب سنة 1388 هـ 2/10/1968 افتتح سماحته الجلسة بكلمة ارتجالية لم نستطع ضبطها حرفيا هز فيها المشاعر و ألهبا تحمساً تجاه قضايا المسلمين لا سيما قضية فلسطين و اليك نص ما ذكرته السكرتارية الفنية لمجمع البحوث الإسلامية عن هذا الموقف.

الجلسة الثامنة الجلسة المسائية

10من رجب سنة 1388هـ

2من اكتوبر سنة 1968م

انعقدت الجلسة في الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء 10رجب سنة 1388هـ الموافق 2 اكتوبر سنة 1968 م بقاعة الاجتماعات بمبنى مجلس محافظة القاهرة بميدان الجمهورية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ حسن مامون شيخ الأزهر و رئيس المؤتمر و حضور فضيلة الدكتور محمد عبد الله ماضي و كيل الأزهر,و أمانة فضيلة الدكتور محمود حب الله الامين العام لمجمع البحوث الإسلامية و حضور السادة أعضاء المجمع من داخل الجمهورية العربية المتحدة و خارجها و السادة المدعوين من مختلف انحاء العالم.

و قد افتتح الجلسة فضيلة الإمام الأكبر باسم الله و الثناء عليه و الصلاة و السلام على رسول الله,ثم أعطى الكلمة للسيد سماحة علي كاشف الغطاء إمام  الشيعة الاثني عشرية بالعراق(1).

فحمد الله و اثنى عليه إذ جمعه في هذا المكان مع أهل العلم و الدين,و ذكر ان العالم الإسلامي اليوم يمر باخطر مرحلة في تأريخه,وطالب باخذ العدة للقيام بمعركة حاسمة تحقق الامل و ذكر ان الأمم تهلك بخذلان أبنائها,وبين ان من الخطأ القول أن يعزى موت الأمة إلى الظروف و الزمن و انما مرد حياتها أو موتها إلى جهود ابنائها,فنصوص القرآن صريحة في اخذ العدة لمجابهة الاعداء و ان الجهاد باب من أبواب الجنة,من تركه مني بالخزي و الخسران,و تلا الآية الكريمة "إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"و ختم كلمته ببيان ان سبب تأخره عن الحضور إلى اليوم يعود لاسباب خارجة عن إرادته و انه نظراً لظروفه الخاصة لا يستطيع الاطالة في كلمته أكثر من هذا,ثم سأل الله التوفيق للمؤتمر.

و أعطيت الكلمة بعد ذلك للسيد مصطفى سيس ممثل الاتحاد الوطني للجمعيات الثقافية الإسلامية بالسنغال.

و في الجلسة التاسعة المنعقدة في الساعة 10 صباح الخميس 11رجب سنة 1388هـ 3/10/1968م أعلن وكيل الأزهر الأستاذ الالمعي فضيلة الدكتور محمد عبد الله ماضي عن كلمة سماحة الإمام في الجهاد بأنها ستلقى في عصر هذا اليوم في الجلسة العاشرة و لما جاء العصر من ذلك اليوم و عقد الجلسة العاشرة قام كاتب هذه الاسطر(الكفائي)فالقى كلمة سماحة الإمام و إليكم نصها.

الجهاد و بواعثه و الخطوة الأولى لمؤتمر البحوث(1) وجاء في جريدة الجمهورية المصرية 6/10/68 و قال الشيخ علي كاشف الغطاء رئيس وفد الشيعة العراقي بأن الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لحفظ هيبة الإسلام من التعدي عليه و دفع الاعداء عن بلاده.

و اقترح ان يتخذ المؤتمر خطوة إيجابية في هذا الموقف،فتصدر فتوى تلزم كل مسلم بدفع مقدار من المال لا يقل عن جنيه أو ما يعادله مرة في السنة،و توصيه أخرى يصدرها المؤتمر للرؤساء بإلزام رعاياهم بدفع هذا المبلغ.

وقد يمنع من هذا النوع من الجهاد من ناحية الشرع و أخرى من ناحية العقل اما المنع منه من ناحية الشرع فمن جهة الأدلة الدالة على حرمة إلقاء النفس في التهلكة ولأدلة(لا ضرر ولا ضرار)و الجواب عن ذلك من حيث الصناعة واضح فان هذه الأدلة عامة و أدلة الجهاد أخص منها و الخاص مقدم على العام ومن حيث منطق الواقع بأن الضرر و التهلكة في سبيل تحقق الصالح العام لا يمنع منه الإسلام فالحدود قد شرعها الإسلام مع ما فيها من التهلكة و الضرر لما فيها من المصلحة العامة من حفظ النفوس و محاربة الجرائم.

و اما المنع من الجهاد المذكور من ناحية العقل فقد ذكر بعض منتقدي الإسلام ان هذا الجهاد يتركز على جعل السلطة و السطوة على الغير و حرمانهم من أهم حقوقهم الطبيعية فانه يمنع من حرية الرأي في العقيدة الدينية و التصرف في مقدراتهم الحيوية و لكن الذي ينظر في مشروعية هذا النوع من الجهاد و شرائطه و الأهداف منه يرى ان هذا الادعاء لا مساس له بواقع الحال فقد جاء الإسلام و فاجأ شعوبا خشنة الطباع لا يلمها نظام ولا تثقفها آداب غضت بالمنازعات الشخصية متنافرة بالفوارق الاعتبارية فيها مصطلحات استأثرها شكل اجتماعها الفردي اجتماع لا يقدم المرء فيه الا قواه و مميزاته الخاصة به فجاء الإسلام و استعمل جميع طاقاته فهدم تقاليد الإلحاد و استأصل العادات القبيحة و نشر الآداب الحسنة و أراح تلك الشعوب من الاستبداد و الاستعباد الذي أرهق العالم صعودا و جشمه كؤدا و خلصه من تقاليد لا يطاق حملها و جرده من عقائد تشبه الألغاز و الأحاجي في إبهامها و غموضها و هيأ الشعوب بجهاده المتواصل للدخول في ادوار جديدة لحياة سعيدة موفرة بالحرية و الامان بعد أن غلب عليها الشقاء و ألبسها الحضارة بعد أن كانت بعيدة عن مفاهيم الناس بعد الأرض عن السماء و لولا الجهاد الذي قام به الابطال الاشاوس و الدماء التي ارخصت في سبيل الله لما ظفر العالم الانساني بهذه الحضارة فان التاريخ يشهد ان الحضارة صارت بالإسلام و انتقلت للغرب من المسلمين و اني لارى ان الموجه للنقد المذكور على الإسلام و المسلمين الذين جاهدوا في سبيل الله نظير من يوجه النقد على مربي الطفل و معلم العلم للجاهل.

العامل الثاني للجهاد هو حفظ بيضة الإسلام من تعدي الكفار عليهم و دفع الاعداء عنهم و الواجب في هذا المقام ان حصل ما به الكفاية في رد المعتدين سقط الوجوب عن الباقين و الا وجب على المسلمين كافة ممن له القدرة على الدفاع كما هو واقع الحال في فلسطين و هذا النوع مما حكم بوجوبه الشرع و العقل اما الشرع فلقوله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ"و قوله تعالى :" فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ".

و اما العقل فلأنه حاكم بوجوب حفظ النفس و دفع الضرر عنها.و لا ريب ان عبث الاعداء بالمسلمين و تعديهم عليهم فيه اعظم الضرر و الشر على نفوسهم كيف و به يحفظ استقلال الأمة و تحفظ كرامتها و تؤمن حريتها و إنما كان الوجوب على سبيل الكفاية لأن الغرض منه هو دفع الشر فإذا اندفع الشر بالبعض حصل الغرض و بحصوله يسقط الضرر.و لعل الواجبات التوصلية النوعية كلها من هذا القبيل و هذا النوع من الجهاد من مصاديقه البينة قضية فلسطين.

العامل الثالث الجهاد لدفع الاعداء عن بلاد المسلمين و اخراجهم منها بعد التسلط منهم عليها و اصلاح بيضة الإسلام بعد كسرها و ثلمها و السعي في نجاة المسلمين من أيدي الطغاة المعتدين و هذا النوع من الجهاد من أبرز مظاهر أفراده قضية فلسطين فقد فتكت اليهودية بالمسلمين في بلاد الإسلام فتك الطاغية المستبد,وعانوا آلاما ثقيلة و خلعوا عليهم اسمال الجدب و ظهرت بهم كلمة الباطل و انهار صرح الايمان و انا لله و انا إليه راجعون و لا حول و لا قوة الا بك يا الله وقد أفتى جدنا الأعلى(الشيخ جعفر كاشف الغطاء  رحمه الله  )بأن هذا الجهاد أفضل أنواع الجهاد و أعظم و سائل القرب لرب العباد.و يدل على وجوبه ما دل على وجوب النوع الثاني من الجهاد و في هذه الانواع الثلاثة كما يجب على المسلمين يجب على أولياء امورهم أن يجندوا الجنود و يهيئوا ما به الكفاية من العتاد و السلاح لضرب الاعداء و لو بالاخذ من أموال المسلمين بقدر ما به الحاجة لفحوى قوله تعالى :" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"و على المسلمين وولاتهم إذا لم يكونوا فقهاء أن يراجعوا فقهاء المسلمين في هذه الانواع الثلاثة للجهاد حتى لا يكون عملهم و حكمهم على خلاف حكم الله عز و جل فقد دلت الآيات الشريفة على كفر من يحكم بخلاف ما نزل الله تعالى و بهذه يتجلى لنا ان على كل مسلم في شرق الأرض أو غربها وجوب الجهاد عليه في هذه الكارثة العظمى و الطامة الكبرى التي أصابت المسلمين في فلسطين لتوفر عوامل وجوب الجهاد الثلاثة فيها.نعم فرق فقهاؤنا في أحكام هذه الانواع من جهات عديدة.

إحداها انهم اشترطوا في النوع الأول من الجهاد حضور النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  أو من يقوم مقامه و اخذ الإذن منه بذلك بخلاف النوع الثاني و الثالث فاوجبوا الجهاد فيهما على كل من له القابلية على تدبير الحرب و جمع الجيش و اوجبوا على المسلمين طاعته.

ثانيها انه في النوع الأول يشترط في المكلف بالجهاد أن لا يكون مريضا مرضا ضارا كالعمى و العرج و لا عبدا لأنه لا يملك نفسه.و قد روي ان النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  كان يبايع الحر على الإسلام و الجهاد و يبايع العبد على الإسلام دون الجهاد.و لا فقيرا عاجزا عن النفقة مع عدم الباذل لقوله تعالى:" وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ".

و لا خنثى و لا مسوخاً و لا عليه واجب يعارض عملية الجهاد كالدين المطالب به فعلا و كالنفقة الواجبة و كالحج الواجب و كطاعة الوالدين و لا يشترط في النوعين الاخرين ذلك فان الجهاد واجب فيهما على كل قادر على النصرة من قريب أو بعيد وجوبا كفائيا لا يسقط الا إذا قام من به الكفاية على دفع الاعداء.

ثالثها انه لا يجوز التخلف عن الهدنة و الامان و الصلح و العهد و لا الاحتيال بالكذب و التزوير في النوع الأول و يجوز في النوعين الاخرين إذا قوي الكفار و خيف الضرر.

 

رابعها انه يشترط في النوع الأول عدم زيادة الكفار على الضعف أو على عشرة امثالهم و ليس في النوعين الاخرين تحديد الا بالقدرة و عدمها.

خامسها انه لا يجوز النوع الأول في الأشهر الحرم بخلاف النوعين الاخيرين حيث تكون الحرب مع من لا يرى حرمتها.

سادسها يختص الوجوب في النوع الأول بمرة واحدة في السنة بخلاف النوعين الاخيرين.

سابعها لزم الدعاء للإسلام قبل محاربتهم في النوع الأول فان ابوا و امتنعوا حوربوا و لا يلزم ذلك في باقي الانواع.

ثامنها ليس لولي الأمر أن يأخذ من أموال المسلمين قهرا للتوصل بها إلى الغرض المطلوب في النوع الأول و له في النوعين الاخيرين ان يتناول من الأموال إذا لم يكن عنده ما يقوم بكفاية ما يحتاجه الجيش من المؤنة في صد العدو بل و يجوز صرف الصدقات كزكاة المال و زكاة الفطرة و ما به رد المظالم.و على ضوء ما ذكرنا جميعا يتجلى لكم ان الجهاد بالنفس و النفيس محتم على كل مسلم في شرق الأرض و غربها من دون فرق بين العربي و غيره في قضية فلسطين لتوفر النوعين الاخيرين فيها موضعاً و شرطاً.

و اني لامل من مؤتمر البحوث الذي اخذ على عاتقه ان يعالج القضايا الإسلامية أن يتخذ خطوة ايجابية تعتبر اولى في هذا الموقف على ضوء ما ذكرناه من فتوى العلماء الاعلام فيوجب على كل مسلم ذكرا كان أو أنثى دفع مقدار من المال لا يقل عن جنيه واحد مرة في كل سنة(1).

و يطلب على سبيل التحتيم من رؤساء المسلمين و ملوكهم إلزام رعيتهم بذلك و يدعم هذا الطلب بالحكم على كل مسلم رئيسا كان أو مرؤوسا لا ينفذ هذا الطلب بمقاطعة المسلمين له باقصى انواع المقاطعة فلا يسلم عليه و لا يتعامل معه و لا يزوج و لا يشيع إلى غير ذلك و اني لمستعد أن انفذ هذا القرار فادفع عني و عن أهل بيتي,و اني لاعتقد ان هذا الطريق هو اقرب الطرق و انجاحها في جمع المال للجهاد لتمكن كل مسلم منه.ثم بعد هذا يعين المؤتمر من يرى فيه الأهلية و القابلية والكفاءة لقيادة الجيش اللجب الذي تقر به عيوننا و تنعش به ضمائرنا و في عقيدتي انه سيلبي الطلب سائر المسلمين الذين تتركز فيهم العقيدة الدينية في كافة اقطار العالم فانهم على أتم استعداد لتلبية دعوة الجهاد.

ثم ان هناك أنواعا آخر من القتال السائغ أو الواجب بحسب الشرع يطلق عليها اسم الدفاع و لا تندرج على سبيل الحقيقة تحت اسم الجهاد,و هي أقسام.

أحدها:محاربة البغاة بالمعنى الأعم و هم فئة من المسلمين خرجت عن طاعة  ولي أمر المسلمين سواء كانوا قطاع طريق أو مكفرين للمسلمين لشبهة لديهم و مستحلين منهم ما يستحل المسلمون من الكفار المحاربين أو خارجين للاستقلال بالحكم دون التفكير أو كانوا معتدين على قوم من المسلمين و لم يقبلوا بالصلح معهم فانه يجب قتال المعتدين,و قد يخص اسم الخوارج بالقسم الثاني و البغاة بالقسم الثالث و الرابع.و اما قطاع الطريق فحكمهم معلوم.و كيف كان فالأصل في ذلك هو قوله تعالى:" وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

ثانيها:محاربة المهاجم الذي يريد التعدي على النفس أو  العرض أو المال فانه يجوز للمعتدي عليه القتال معه لدفعه عن نفسه أو ماله أو عرضه و لا يلزم الاستئذان من ولي الأمر.

الجيش

 إذا عين و لي الأمر شخصا للجهاد و جب عليه طاعته و حرم عليه التخلف عنه و إذا لم يعين لم يجب عليه الا على الكفاية فإذا كان من به الكفاية سقط الوجوب عنه,و إذا دهم المسلمين عدو يخشى منه على النفس أو العرض أو المال فيجب الجهاد على كل قادر عليه و لا يجوز لاحد التخلف الا مع الحاجة إليه كحفظ المكان أو العرض أو المال و إذا احتيج إلى إخراج النساء للمداواة و نحوها من المصالح جاز فقد اخرج رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  في حروبه من نساء الأنصار.و يجوز الاستعانة بأهل الذمة بل و بالمشركين إذا امن منهم فان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  استعان بصفوان بن امية على حرب هوازن قبل إسلامه.و أما قوله تعالى :" وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا"فهو إنما يقتضي عدم الاستعانة بالمضلين و فرض الكلام في من هو مأمون منه فلا يكون مضلا و نسب للشافعي جواز الاستعانة بهم و لو مع عدم الامان منهم بشرط كثرة المسلمين بحيث لو خان المستعان بهم و انضموا إلى الكفار تمكن المسلمون من مقاومتهم جميعا كما ينسب لابن المنذر المنع من الاستعانة بالمشركين مطلقا,و عن أحمد بن حنبل روايتان:و عليه فيصح لنا الاستعانة بالنصارى و نحوهم في محاربة هذه الفئة المعتدية من ابناء صهيون.

و على آمر الجيش أن يتحرز اشد التحرز ممن يخذل الجيش و يثبطهم عن الجهاد أو يعلم التجسس عليهم أو يحدث الفتن بينهم.واخراج النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  عبد الله بن أبي معه مع ظهور التخذيل منه إنما كان للتحرز من شره لو بقي.ولاطلاع النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بالوحي على افعاله فلا يتضرر بكيده.

الرباط

و يلحق بالجهاد الرباط وهو الإقامة عند الثغر للتحفظ من العدو,وعلى المرابطين أن يمنعوا الاعداء من الدخول إلى دار الإسلام و يعلموا المسلمين باحوالهم فان قاتلهم الاعداء جاز لهم مقاتلتهم لدفعهم عنهم و عن بيضة الإسلام.

 

ما يتعلق بالحرب و اطوارها

لما كانت الحرب من الأعمال الجليلة ذات الاهمية الكبرى التي تتركز عليها سعادة الأمة و شقاؤها كان اللازم وجود الرئيس المحنك فيها الذي يحسن الادارة للجيش و له البصيرة و الخبرة بطرق النجاح فيها و له من المسكة و العصمة ما يمنعه من الاغراء بفواتن الحياة و مباهج الملذات الصارفة له عن تدبير شؤون الفوز و الظفر.

و على المقاتلين أن يسمعوا قوله و يطيعوا أمره و لا يدخلوا في الحرب الا بعد أن يجيزهم و لا يضعوا اوزارها الا بعد أن يأذن لهم و لا يجوز لهم الفرار إذا التقى الصفان و تقابل الجمعان الا لمصلحة هناك لا يشوبها الضرر.وتجوز الخدمة في الحرب فقد روي عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  ان الحرب خدمة.و قد أفتى جدنا الأعلى كاشف الغطاء بجواز استعمال آلة اللهو و اللعب و الغناء و سائر الأمور المشجعة للناس إذا توقف عليها تنظيم الجيش و قطع دابر الاعداء.وافتى بكفاية التكبيرة الواحدة عن الركعة و قت القتال إذا لم يتمكن المقاتل من اداء الصلاة باجزائها و شرائطها و أفتى بجواز لبس ما يحرم لبسه في الصلاة من حرير و ذهب حيث يتوقف الجهاد على اللبس,و أفتى بوجوب إعانة العلماء لرئيس الجيش بالوعظ و نحوه و لو قصروا عزروا.

أسباب الاعتصام

الأول:هو بذل الجزية لولي المسلمين بمقدار ما يعينه ولي المسلمين لحفظ نفوسهم و أعراضهم و أموالهم و هي واجبة على كل كتابي يقيم في دار الإسلام في كل عام لقوله تعالى :" حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ"و لا جزية على الأطفال و النساء و المجانين و لا تقبل الا من أهل الكتاب و هم اليهود و النصارى والمجوس دون غيرهم من الكفار كالملحدين و كعبدة الأوثان و النيران خلافا لابي حنيفة فقد قال بقبولها من جميع الكفار الا العرب و قال احمد تقبل من جميع الكفار الا عبدة الأوثان من العرب و قال مالك تقبل من جميع الكفار الا مشركي قريش و قال الاوزاعي و سعيد بن عبد العزيز انها تقبل من جميع الكفار,و يشترط في لزومها الانقياد لقضاء الشرع و عدم التجاهر بالمحرمات.

الثاني:الإقرار بالشهادتين فانه يحقن به الدم و المال و العرض قبل الاستيلاء و بعده يحقن بها الدم فقط و لكنه يدخل في الملك هو و ماله.

الثالث:الأمان و هو ترك القتال إجابة لسؤال الكفار بالامهال و هو إنما يصح مع اعتبار المصلحة للمسلمين و قد يجب إذا ترتب على تركه الفساد.

الرابع:الصلح بأن يقع الصلح بين المسلمين و بين الكفار فيما كان المصلحة في ذلك و لا يقع الصلح من غير الرئيس إذ ليس حكمه حكم الأمان.

الخامس:المهادنة و هي البناء على ترك الحرب و الجدال و المبارزة إلى مدة معلومة بعوض أو بغير عوض و هي إنما تصح إذا كانت في مصلحة المسلمين.

و تفصيل ذلك و تنقيحه يطلب من كتب الفقه.

الجلسة الختامية للمؤتمر

و في الجلسة الختامية للمؤتمر ألقى كاتب هذه السطور كلمة سماحة الإمام كاشف الغطاء التي طالب فيها إنشاء جامعة إسلامية إلى جانب الجامعة العربية لأن القضايا التي تهم الأمة العربية قسم منها لا بد و ان يعالج على الصعيد الديني الإسلامي كمسالة الأهلة و المعاملات المستحدثة و الذبائح و الحج و نحو ذلك و قسم منها يعالج على الصعيد العربي كالمشاكل التي تحدث بين الأقطار العربية و نحوها.كما ان الأمر قد يستلزم معالجة بعض القضايا على الصعيدين الإسلامي و العربي حيث انها تكون ملتقى الخطين كقضية فلسطين و نحوها و قد نالت هذه الكلمة استحسان الجميع.

و قد جاء في صحيفة الأهرام المصرية الصادرة بتأريخ 7/10/68

و طالب السيد كاظم الكفائي – عضو وفد العراق – الصحف و الإذاعات و أجهزة الإعلام الاهتمام بالمؤتمر و بالشؤون التي تهم المسلمين.

و قال ان سماحة الإمام السيد علي كاشف الغطاء يطلب إنشاء جامعة إسلامية تعالج القضايا الإسلامية إلى جانب الجامعة العربية التي تعالج القضايا العربية و قد صفق أعضاء المؤتمر طويلا لهذا الطلب.

أعلنت السكرتارية الفنية للمجمع عن قصيدتنا و إليك ما قالته

بسم الله الرحمن الرحيم

            الأزهر

مجمع البحوث الإسلامية

     السكرتارية الفنية

       المؤتمر الرابع

 

قصيدة سماحة السيد كاظم الكفائي

عميد جامعة الإمام كاشف الغطاء الدينية في النجف الاشرف في العراق و عضو الوفد العراقي للمؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية التي ألقيت بالمؤتمر

ففي الجو حلقت الطائرة
إلى رائد العرب و المسلمين
يحييك من بلد المكرمات
و نحمل باسم العراق الأبي
و نلثم مرقد راس الحسين
 و نرفع منا شعار الولاء
بهم تستقيم دنا العالمين
و اني أقول و حقا أقول
نعود إلى ذكريات السنين
إلى خيبر و إلى مرحب
فما بالنا إننا مسلمون
و عار على العرب و المسلمين
و قالوا انتكسنا و انا نعود
و ما علموا ان هذي الوعود
و ليس سوى الدين من فاتح
إذا و عت الناس هذا السلاح
فاني ضمين لشعبي النجاح
هنالك تنهار دنيا اليهود
 كما انهار في خيبر حصنهم
و في قلعة يختفي ظلهم
و سيف علي أمام النبي
هو الفتح و الدين رمز الفداء
 

 

إلى أين نمضي إلى القاهرة
نحييك و الشعب يا ناصره
علي(1) من النجف الزاهرة
إلى مصر اشذاءه العاطرة
و لاء بادمعنا العابرة
لزينب و العترة الطاهرة
علوا هناك و في الآخرة
و ابعثها صرخة هادرة
إلى الحصن نستلهم الذاكرة
إلى رمز إسلامنا حيدرة
تطاولنا انمل قاصرة
تصارعهم فئة كافرة
إلى الزحف في ليلة ماطرة
تلوح بالصفقة الخاسرة
به دكت الحصن في الغابرة
و كانت على دربه سائرة
ليربط ماضيه بالحاضرة
و دنيا الصهاينة الفاجرة
بأسرع من لمحة عابرة
بخزي كما تختفي العاهرة
تحف بهم زمرة ثائرة
نفوس بإيمانها شاعرة
 

 

                                                                   السيد كاظم الكفائي

                                                            عميد جامعة الإمام كاشف الغطاء

                                                          الدينية في النجف الاشرف في العراق

 

ثم أعلنت السكرتارية عن قصيدة الخطيب المصقع فضيلة سيد قاسم الخطيب عضو وفد العراق في المؤتمر الرابع التي ألقيت في المؤتمر بعنوان

(سمعا فقيه الرافدين(1))و إليك ما ظفرنا به منها:

قصيدة سمعاً فقيه الرافدين

يا مصر منك تفهم الأحرار
و الله ما انثلت كنانتك سوى
و هي التي علمت و علمت الورى
ما بالها رقدت و نامت عينها
لم لا تسود على البرية أمة
ملأت بلاد الله أي حضارة
قوم همو شمس العلوم و ان دجى
نهضا بني قومي فان على الأذى
يا من لكم في كل شوط للعلا
أتقاعست للظل راية عزكم
ما العرب بالنزر القليل و هذه
فمن العراق إلى الشئام إلى ربى
و النيل يهتف للفرات و انه
فتراه يندب للعروبة مجدها
و بتونس و المغرب الأقصى إلى
لكنما داء التفكك داؤها
تقضى فلسطين اسى ما بيننا
و تغل أيدينا و ألسننا معا
مهلا بني صهيون لا يغرركم
قطعوا لنا أضعاف ما قطعوا لكم
فإذا الوعود تعود إيقادا لنا
 و إذا بنى ما بين لحيتي لهدم
ابني العروبة و العروبة وحدة
لا حكم للأقلام تنقذ هالكا
فمتى نرى للعرب جيشا واحداً
حكم الإمام يخط في راياته
بهدى رسول الله سار وعزمه
و يعيد وقعة مرحب و صريعها
سمعا فقيه الرافدين(1) لشاعر
أنت ابن بجدتها و بحر علومها
ما ذا يهيبك سيدي أو ما ترى
فمتى تسل البيض من أغمادها
ما لم تقم و تقود أول جحفل
و تعيد أوى قبلة عبثت بها
كم بنت خدر قتلوا أطفالها
و إذا السفينة لم يفق ربانها
و إذا اليهود تغلغلت ببلادنا
 

 

درس النضال و أهلك الثوار
نبل به للمسلمين  فخار
ان الهجوع على المذلة عار
و الذل خيم و استبيح الجار
منها النبي(محمد المختار)
منها و منها الورد و الإصدار
ليل الجهالة كلهم أقمار
لبني العروبة لا يقر قرار
دون الأنام السبق و المضمار
أم منكم الهمم الكبار صغار
ثرواتكم غصت بها الأمصار
نجد و كل للعروبة دارُ
لأخوه حقا ما عليه غبار
في كل آن موجه الزخار
تطوان عز معرب و فخار
ان التفكك للديار دمار
و يجد في إهلاكها الجبار
و تظل ترمق موتها الأبصار
وعد القوي فوعده استهتار
و مضى الزمان و دارت الأدوار
و إذا الحليف مخاتل غدار
لما بدت و تفشت الأسرار
و الضاد اصل و الإباء شعار
منا إذا لم يحكم البتار
و شعاره يوم الهجوم الثار
للنصر وهو الصارم البتار
في النائبات يمده الكرار
في تل أبيب عجلها الخوار
كادت تمزق قلبه الأشعار
علما و طوع يمينك الأقدار
فعل اليهود و ما جنى الأشرار
و يكون جني ثمارها الأعمار
منا تروح الدار و الديار
أيد بها الآثام و الأوزار
و آقتادها من خدرها الجزار
ذهبت و حطم لوحها البتار
لا  فهر فهر و لا نزار نزار
 

 

                                                                                    سيد قاسم الخطيب

                                                                                   العراق – لواء الحلة

 

ثم أعلنت السكرتارية عن قصيدة فضيلة السيد هادي السيد سلمان

الأستاذ في مدرسة الإمام كاشف الغطاء.

 

 

قصيدة يا مجمع البحوث

يا ربيع الحياة علما و مجدا
تتبنى البحوث فرعا و أصلا
وتقيم الأخلاق نهجا قويما
كل عام تقيم فينا احتفالا
أن أكبرت منهجاً فيك خصبا
أنت توحي لنا المواهب جمعا
أنت تجلو لنا الحقائق حتى
أنت أفق تفيض فينا شعاعا
لك يا مصر في العراق قلوب
بك للعلم و المعارف بحر
بك للعلم أزهر يتبنى
مصر هذي بلوى فلسطين تشكو
عبثت لليهود فيها فلول
مصر هذي سيناء تندب حزنا
مصر هذي تحيتي تتجارى
 

 

أنت لا زلت للحقائق مهدا
و تشيد العلوم سعيا وجدا
حين تبني من الفضائل سدا
لبحوث الإسلام حلا و عقدا
قد أرانا من المعارف عهدا
حين توحي الأبحاث شفعا ووردا
نلمس الحق من صعيدك وقدا
فتنير العقول علما وجهدا
تتلظى حبا وتشرق وجدا
قد سقينا منه المواهب وردا
كل بحث للعلم شرحا ونقدا
ما تعاني للعرب كيدا وكدا
قد أباحت فيها حمى القدس عمدا
و هي تدعو من غابك الخصب أسدا
من فؤاد العراق شوقا ووجدا
 

 

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                                                                             السيد هادي السيد سلمان

إثبات ظهور الحجة المهدي عجل الله فرجه

و في جلسة يوم السبت صباحاً ألقى محمود يونس عضو وفد إندونيسيا بحثاً عن الإسرائيليات في التفسير و الحديث و تناول في حديثه ظهور الحجة و انجر حديثه إلى إنكار ذلك.وقد رد عليه فضيلة شيخ الأزهر و الشيخ مصطفى الزرقا و الشيخ السايح و لم يكن سماحة الإمام كاشف الغطاء حاضراً في هذه الجلسة فعرضت عليه الموضوع فأملى علي تعليقا عليه حاصله.

ان هذا الموضوع لا مجال للعقل فيه بعد ان جاءت الأخبار من الطرفين ما تجاوزت حد التواتر على ثبوته و الفت في إثبات هذا الموضوع كتباً كثيرة مطبوعة و مخطوطة لا تخلو منها مكتبة من مكاتب العالم حتى اصبح التشكيك فيه تشكيكاً في الواضحات و الأديان الثلاثة الإسلام و النصرانية و اليهودية كلها مجمعة على ان في آخر الزمان يخرج من يصلح العالم بعد ان يكون قد ملىء بالفساد.

الفصل السادس

ما وقع بعد انتهاء المؤتمر

لقد كانت الجلسة الختامية لمؤتمر البحوث الإسلامية الرابع مساء الاحد13 رجب سنة1388 هـ الموافق6/10/1968 م قد أعلنت فيها مقررات المؤتمر بعد ان استمع الأعضاء لكلمة الإمام كاشف الغطاء وجرت مناقشاتهم للقيام بمهمتهم السياسة لهذا العام و هي تعبئة جميع الشعوب و الحكومات الإسلامية بكل الوسائل وراء راية الجهاد المقدس لتحرير الأراضي المقدسة الإسلامية و العربية من الاغتصاب و الاحتلال.و بعد انتهاء الجلسة الختامية انصرف الأعضاء لأداء الفرض الديني من صلاة المغرب و العشاء و بعدها توجه الأعضاء لفندق كليوباترا لتناول العشاء في المأدبة التي أقامها شيخ الأزهر تكريما للأعضاء و كانت مأدبة جمعت بين الغذاءين الروحي و المادي أما الروحي فكان من الأحاديث القيمة والآراء و الأفكار المتبادلة مما ينعش النفوس و يزيل الهم والغم و أما المادي فكان أكلا مختلفا ألوانه مما تشتهيه الأنفس و تلذه الأعين وزع فيها ذكرى سيد الشهداء الحسين  عليه السلام  و إليك نص الدعوى.

بسم الله الرحمن الرحيم

يسر الإمام الأكبر الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر دعوة السيد صاحب السماحة الإمام علي كاشف الغطاء لحضور حفل العشاء الذي يقام بمشيئة الله تعالى تكريما للسادة أعضاء المؤتمر الرابع لمجمع البحوث الإسلامية.و ذلك في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد 13من رجب سنة1388 هجرية الموافق 6من أكتوبر سنة1968 م بفندق كليوباترا بميدان التحرير.

و إليك نص الذكرى لسيد الشهداء  عليه السلام  

الإمام الحسين بن علي  رضي الله عنه  

الحمد لله الذي اكرم بمحبته أولياءه,و انعم عليهم بالحسنى وزيادة,و الصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته.أما بعد فإننا نعيش في ذكرى من أعطر الذكريات ذكرى مولانا الإمام أبي عبد الله الحسين الريحانة العطرة لرسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  و ثمرة بضعته الزهراء البتول و سيد الشباب التقي النقي,ذكراه روضة من رياض الجنة,تستنشق عبيرها فترد إلى النفوس إيمانها و ليس كذكرى الصالحين حافز للهمم(لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)و حب آل البيت و صحابة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  و تابعيهم بإحسان و أولياء الله الصالحين من اجل صفات المؤمنين ووسيلة من وسائل القربى من الله و نيل مرضاته لأنه حب للمثل العليا مجسمة في شخص هؤلاء الذين قاموا به خير قيام.

 

ان محبة الشيء تتولد من تعظيمه,و معرفة أحواله.و تلك المعرفة تتوقف على دراسة سيرته فحبذا لو عرف كل محب للصالحين حياتهم و سيرتهم و طالع فيها أسباب المجد و العزة و الكرامة و ان محبة آل البيت سر الفلاح.قال علي كرم الله وجهه فينا آية من القرآن لا يحفظ مودتنا الا مؤمن ثم تلى قول الله :" قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى".

و لما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول الله:من قرابتك الذين وجبت مودتهم؟قال:علي وفاطمة وولداها.

و اخرج الحاكم و ابن جرير عن أم سلمة زوج النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قالت:في بيتي نزلت هذه الآية: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا".

وكان في البيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين فوضع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  كساءه عليهم ثم اخرج يده و دعا فقال:

(اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا)أعادها ثلاث مرات ثم قال:(اللهم اجعل صلواتك و بركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم انك حميد مجيد).

و الإمام أبو عبد الله الحسين قطعة من جده رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قالت أم الفضل بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب.

(رأيت فيما يرى النائم ان عضواً من أعضاء النبي  صلى الله عليه وآله وسلم   سقط في بيتي فقصصتها على رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فقال خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعينه بلبنك).فولدت فاطمة ولدا فسماه الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم  و دفعه إلى أم الفضل فأرضعته بلبن ابنها.

و لقد أنبته الله نباتا حسنا,فانه لما ولد  رضي الله عنه  في العام الرابع الهجري كناه أبوه حربا فغيره النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  إلى الحسين ثم حنكه بريقه و اذن في أذنه اليمنى و تفل في فمه و دعا له..و في اليوم السابع لمولده ختنه و عق عنه كبشا بعد أن حلق شعر رأسه و تصدق بزنته ذهبا فنشأ مباركا أينما كان.

قالت فاطمة لأبيها في مرضه الذي توفي فيه:يا رسول الله هذان ابناك الحسن و الحسين فورثهما شيئا قال:أما الحسن فان له هيبتي و سؤددي و أما الحسين فان له جرأتي و جودي.

ولقد اجمع السلف و الخلف على حب الإمام الحسين.فلقد كان عبد الله بن عمر يجلس ذات يوم في ظل الكعبة فدخل الإمام الحسين المسجد الحرام فقال ابن عمر لمن حضر و هو يشير إلى الحسين هذا احب أهل الأرض اليوم إلى أهل السماء.

لقد بلغ الحسين سبط الرسول  صلى الله عليه وآله وسلم  من قلوب الصحابة و تابعيهم بإحسان المنزلة التي كانوا يؤثرونه بها على أنفسهم و أولادهم و أهليهم و ذلك لقرابته من سيد الخلق و ما طبعه الله عليه من عظيم الأخلاق الموروثة من جده  صلى الله عليه وآله وسلم  حتى لقد أقسم أبو بكر  رضي الله عنه  للزهراء أم الحسين انه يوقرها هي و بينيها اعظم من توقيره لكل ذويه فيقول:يا حبيبة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ,و الله ان قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي,و انك أحب إلي من عائشة ابنتي و لوددت يوم مات أبوك  صلى الله عليه وآله وسلم  أني مت قبله فداء له.يا فاطمة والله اني لأعرفك و أعرف فضلك و شرفك.

و تحلف بالله السيدة أم سلمة زوجة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  انها سمعت الجن تنوح على الحسين يوم أن استشهد  رضي الله عنه  و كانت تقول:أعطاني  صلى الله عليه وآله وسلم  قبضة من تراب و قال:احتفظي بها لديك فان رايتها تحولت دما فهو يوم قتل الحسين.وكثيرا ما كانت تنظر إليها وتقول:ان يوما تصيرين فيه دما لهو يوم عظيم.

و هذه المحبة من الأمة الإسلامية لمولانا الإمام الحسين تجلت يوم أن سعى الوزير الفاطمي ابن رزيك لنقل راس الإمام الحسين إلى مصر.فما أن أحس الناس بنقل الرأس من العراق إلى مصر حتى تلقوه عراة الرؤوس حفاة الأقدام من غزة إلى أن استقر في القاهرة.

ولقد بلغ من حب الفاطميين للإمام الحسين انه كانوا يحتفلون بذكراه في ربيع الثاني بعد احتفالهم بذكرى جده  عليه السلام  في ربيع الأول و لم يبالوا بتحري الزمان لأن الثابت ان مولده كان في شهر شعبان و لكن هدفهم المودة لآل البيت.

و هذا الإجماع من السلف و الخلف على محبة الإمام الشهيد مولانا الإمام الحسين يدل على ما بلغه من رفعة شان و علو زلفى لدى الله و الناس ولا غرو فقد ورث خلال الخير من آباء كرام ففيه تتلاقى اعز ما عرفت قريش و العرب من كريم الأصول و نقي السلالات فاجتمع فيه المجد الموروث مع المجد المكتسب(نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء).

 

فأمه الزهراء سيدة نساء أهل الجنة و احب بنات رسول الله إليه,وأبوه علي بن أبي طالب أول من آمن من الصبيان و فتى قريش و الفدائي الذي بات على فراش رسول الله ليلة الهجرة وجده لامه رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  .وكفى.

وجده لأبيه أبو طالب الذي لم يتخل لحظة عن رسول الله و كان يقول له:اذهب و قل ما أحببت فو الله لا أسلمك لشيء أبدا.

وجدة الحسين لأبيه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أسلمت و حسن إسلامها و لما توفيت صلى عليها رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  و نزل في لحدها و البسها قميصه ولما سئل عن ذلك قال:انه لم يكن أحد بعد أبي طالب ابر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة ونزلت في قبرها ليهون عليها.

تلك هي أصول الإمام الحسين من جهة أبيه و جهة أمه انه فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم.

لم يقف الإمام الحسين عند هذا النسب العريق و لم يعتمد عليه في تحقيق المجد بل علم ان آيات الله و الحكمة و النور خرجت من بيته رآها و سمعها ووعاها و طبقها على نفسه في حياته الخاصة و العامة فخرج إلى معترك الحياة لا يلوي على شيء سوى ما قدم من خير بيده فكان  رضي الله عنه  كثير العبادة و الخشية لله و التواضع للناس غنيهم و فقيرهم دائم الصوم طويل التهجد بالليل حج خمسا وعشرين مرة ماشيا على قدميه و ابله تقاد بين يديه متبتلا خاشعا و كان سخيا يفعل الخير بلا تكلف و يبذل المعروف بلا مَنّ و لا أذى.

هذه صفات مشرقة,مستلهمة من ضياء الذكرى الخالدة العطرة,لأشرف عترة نبوية كريمة.ابن بنت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  ,يتفيأ ظلالها كل من تدبر معناها,وحذا حذو صاحب الذكرى الكريمة سيد الشهداء وريحانة أهله الإمام التقي الورع.

و نحن إذ نحتفل بذكراه إنما نقدم للامة العربية مثلا صادقا في الجهاد لنصرة الحق.

في ذكرى سيد الشباب الإمام الشهيد الحسين بن علي  رضي الله عنه  - وقد توفي إلى رحمة الله و هو ابن سبعٍ وخمسين سنة.

                                                                                             فريق

                                                                                 عبد الرحمن محمد أمين

                                                                                     رئيس مجلس إدارة

                                                                                     مسجد سيدنا الحسين

و بعد ذلك زار سماحة الإمام كاشف الغطاء المراقد المقدسة من مرقد رأس الحسين عليه السلام  و مرقد زينب  عليها السلام  و باقي المراقد المقدسة و تبرع للقائمين بشؤونها و إليك نص ما قالته الأهرام بعددها المؤرخ 12/10/1968 تحت عنوان(زيارة سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء للمراقد المقدسة بالقاهرة).

استقبل سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء أثناء زيارته للمراقد المقدسة بمسجد سيدنا الحسين و السيدة زينب و السيدة نفيسة و سكينة ورقية رضي الله عنهم استقبالا بحفاوة بالغة.و اعجب سماحته بروعة مبانيها ومظاهر عظمة الشعائر الدينية الإسلامية.

حوار حول المرأة

قالت جريدة المساء المصرية في عددها 4339 في يوم الاثنين 21 رجب سنة1388 الموافق14/10/1968 تحت عنوان(حوار حول الأسرة العربية مع إمام الشيعة في العراق).

على الرغم من ان الغرفة الواسعة كانت قد امتلأت بالحاضرين.الا ان مرافقي سماحة علي كاشف الغطاء إمام الشيعة بالعراق…رفضوا تماما فكرة توجيه أي أسئلة دينية له.و قال أحدهم لا يخاطب النساء إطلاقا.

تعمدت أن يرتفع صوتي و قلت في إصرار لا اعتقد انه شخصيا يرفض.

و التفت الجميع إلى الإمام.أفتر فمه عن ابتسامة هادئة و قال مرحبا انا استمع إليك.

اتجهت إلى مقعد مجاور له.و قبل أن أضع أوراقي على المائدة الصغيرة أمامي..قال بصوته الهادئ الطيب ثلاثة أسئلة لا اكثر.

سؤال ربما اصبح قديما و لكن لا يزال يشغل البعض هل توافق على اشتغال المرأة.

أجاب:المرأة في هذه الآونة كلفت نفسها فوق طاقتها.فبالإضافة إلى عملها في المنزل هي تعمل في الخارج…و بتعبير أدق هي تعمل في وظيفتين كلتاهما شاقة و مجهدة فكان عملها اكثر من الرجل و المدنية الحديثة في نظرنا أساءت إلى المرأة.حيث أضافت لها تبعات فوق طاقتها..و كانت في غير صالحها لأنها تتنافى مع سعادتها.

و ربما كانت كثرة التبعات التي ألقتها عليها الحضارة الفعلية هي السبب في خروجها للعمل.وهذا بالطبع ينقص من سعادتها.فلو كان الرجل يتقاضى أجرا مجزياً يكفي حاجته و حاجة أولاده لتفرغت المرأة للحياة البيتية المنزلية..في صالحها و صالح بيتها و أولادها.

 

*اذن…ما رأيكم في التعليم الديني بالنسبة للمرأة.

ـ ان تعليم المرأة واجب مقدس…و التعليم الديني مهم جداً..فهو يساعدها على تربية أولادها تربية صحيحة.و الدين الإسلامي يعلمها كيف تقضي حوائج زوجها و يبعدها عن المشاكل العائلية..التربية الدينية الصحيحة منهاج للبيت السعيد و انا اعتقد ان من واجب المرأة المتدينة أن تدرس نفسية زوجها و تخفف عنه الآلام النفسية من جراء شقاء عمله خارج منزله فان ذلك من جمال النفس و هو فوق جمال الجسم أما إذا عاملت زوجها بعنف أو استهانت فقد يصل الأمر إلى الفراق و تصبح المرأة عدوة لبيتها..

*فما النصيحة التي توجهونها إلى المرأة..

ـ ان تكون مخلصة لزوجها و بيتها.و توفر عامل الثقة مهم جدا في بناء الكيان الأسرى الصحيح..و ما يعانيه الغرب الآن من التفكك و الانهيار الأسري مرده إلى عدم ثقة الزوج بزوجته و إلى عدم التصاق الأم بأبنائها و عدم شعور أفراد الأسرة الواحدة بكيان واحد.فكل منهم يلهو في الجو الذي يطيب له..و هكذا يصبحون غرباء في بيوتهم..و قد يقول البعض ان دور الحضانة يمكن أن يحل محل الأم في تربية أطفالها..و لكن فات هذا القائل بأن ذلك يوجب زوال المشاعر الصادقة و الحنان الكبير الذي يربط بين الأم و أطفالها و الأسرة و أفرادها هل تستطيع المشرفة أو المربية ان تعطي هذا الحنان و الحب لكل أطفال دار الحضانة..و الجواب بالطبع.لا.

و من هنا لابد من أن تتولى الأم بنفسها تربية أولادها و تساعدها الدولة على ذلك.

و يتدخل كاظم كفائي عميد جامعة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء و يقول ان العراق قد اصدر قانونا للأحوال الشخصية و لكنه غير نافذ المفعول.فهناك قانون يمنع تعدد الزوجات إلا بشروط معينة لكن الجميع لا يخضعون لذلك.و العقد و الطلاق غالباً ما يكونان عن طرق رجال الدين..خاصة في المدن المقدسة(النجف و كربلاء و الكاظمية).

و أما عن المهر..و تغالي بعض الأسر  فيه يقول كاظم كفائي ان ارتفاع المهر يعد جريمة في حق المجتمع..

فهو يؤجل و يؤخر زواج المرأة و الرجل على السواء..وقد يسبب المفاسد لكل منهما..و قد ورد عن النبي البركة في المهر القليل..و قد زوج محمد ابنته فاطمة من علي بخمسمائة درهم أي ما يوازي 20جنيها فقط.فلم لا يكون لنا من نبي الله أسوة حسنة.

                                                                               عزيزة العشماوي

ما قالته الصحف عند توجه الوفد للعراق

قالت صحيفة الجمهورية المصرية بعددها الصادر يوم الاثنين الموافق 14/10/1968 تحت عنوان.

 

من كل مكان خبر

الإمام علي كاشف الغطاء شيخ الشيعة بالعراق يسافر مساء اليوم إلى العراق بعد أن حضر مؤتمر العلماء المسلمين.

و قالت صحيفة الثورة العراقية بعددها 51في 14/10/1968تحت عنوان.

الإمام كاشف الغطاء يعود اليوم

يعود مساء اليوم من القاهرة سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء و الوفد المرافق لسماحته على متن إحدى طائرات الخطوط الجوية العراقية بعد اختتام أعمال مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الذي أنهى أعماله مؤخرا و اتخذ قرارات هامة كان لها صدى بعيد المدى في كافة الأوساط العربية و الإسلامية.

و قالت صحيفة(الجمهورية)العراقية بعددها 265الصادر يوم الاثنين الموافق14/10/1968تحت عنوان.

عودة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء من القاهرة

يعود سماحة الشيخ علي آل كاشف الغطاء و الوفد المرافق لسماحته من القاهرة على متن الخطوط الجوية العراقية مساء يوم الاثنين14/10/1968و ذلك بعد اختتام أعمال مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الذي أنهى أعماله مؤخراً.

و اتخذ قرارات هامة كان لها صدى بعيد المدى من كافة الأوساط العربية و الإسلامية.

و قالت جريدة التآخي العراقية بعددها الصادر يوم الأحد الموافق13/10/68تحت عنوان.

 

موعد وصول الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء

الوفد المرافق لسماحة كاشف الغطاء في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية المنعقد في القاهرة يغادر القاهرة يوم السبت 12/10/1968 و قد تأخر سماحته لأسباب خاصة عن الوقت المذكور لذا نلفت نظر الجماهير المستقبلة لسماحته و سيصل مساء يوم الاثنين الساعة العاشرة.

و قالت جريدة الثورة العراقية بعددها68 الصادر يوم الاحد3 تشرين الثاني سنة1968 الموافق 12 شعبان 1388.

عاد إلى النجف الأشرف من القاهرة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء بعد ان حضر اجتماعات مؤتمر البحوث الإسلامية التي انعقدت هناك مؤخرا و أبرزت فيه قضية فلسطين و كانت الصحف المصرية نشرت عدة تحقيقات و مقابلات مع الإمام كاشف الغطاء ذكر فيها ان حرب التحرير الشعبية هي المخرج الأساسي لاستعادة الأرض السليبة.

و قالت جريدة(الحرية)العراقية بعددها 1942 الصادر يوم الاربعاء6 تشرين الثاني 1968 الموافق 15 شعبان سنة 1388 تحت عنوان.

سماحة الإمام علي كاشف الغطاء يعود من القاهرة

عاد من القاهرة سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء بعد ان حضر مؤتمر البحوث الإسلامية وكان الشيخ كاشف الغطاء واحدا من العلماء الذين ابرزوا الموقف الجدي لقضية فلسطين.

القصائد الشعرية في التهنئة بالعودة 

لقد ألقيت قصائد كثيرة عند عودة سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء ننشر منها ما كان موجودا عندنا.

من قصيدة للعلامة الحجة الشيخ عبد الحسين القرملي حفظه الله تعالى. 

عج للعلي أبي الرضا في قاعة
و احمل معي غرر التهاني حيثما
و انشر بحافات الندي بهاءها
 

 

النجف الاغر بحيث مثوى الانزع
نور الفضيلة ساطع فانزل معي
فهناك نادي الالمعي الاروع
 

 

 و من قصيدة للعلامة السيد بدر الدين العاملي بعنوان مرحى بنورك

مرحى بنورك للمشارق يلثم
تجثو المحاسن في ركابك دائما
كذب الفتى إذ قال أنت معظم
ما زلت فينا للهداية مشعلا
ستظل نورك في الكتابة ساطعا
 حسنت فعالك في رعاية امة
لله درك من صفات جمة
لكم المآثر في العراق و طالما
يا ابن الذي كشف الغطاء و حسبه
علم من الاعلام بات مقدسا
خسئت قرود ان تقاوم ضيغما
لا الموت يرهبه و لا كيد العدا
فلأنت ضيغمنا القوي الاترى
و لأنت راع للديانة دائما
فأغدق علينا من رشادك إنما
عفوا فاني عن بلوغك قاصر
 

 

صغرت أسود في قبالك صرم
و بك التكامل لائذ يستعصم
بل أنت من ذاك المعظم أعظم
علمت اجيالا مضت و تعلم
و صقيل نقدك للمعايب يخذم
و سمت خصالك نعم أنت المسلم
حمدت و ان في اللؤم غار الارقم
علمت جموع من أبيك و تعلم
كشف الغطاء فضيلة تتكلم
سجدت له طيب العلا و الانعم
و بمن تلوذ إذا استجد الضغيم
رعبا يموت لموت إذ يتقدم
ان ابن يعرب صامد لا يرغم
و لأنت سيف للاله محكم
أنت الجواد اليعربي الاكرام
و العفو من عند الكرام تكرم
 

 

من قصيدة للشاعر المبدع السيد علي الهندي بعنوان تحية الإمام المصلح

سماحة الإمام الشيخ علي آل كاشف الغطاء دام ظله

حي رمز العلم وضاء الصفات
من هنا يا طالب العلم السبيل
من امام ما له فينا مثيل
يا علي الشان حياك العلي
أنت مثلت الإمام الامثلا
يا ابا ايمن يا يمن الصلاح
أنت في التحليق للتقوى جناح
أنت للدين و للدنيا الرجاء
أنت تدعو لاعتدال لا التواء
في زمان فيه توحيد الصفوف
فالتآخي فيه صرف للصروف
ان توحيد صفوف المسلمين
 هل ترى تفريقهم يخدم دين؟
أنت راع أنت مسؤول مطاع
أنت في عين و قول و سماع
عشت للدين الحنيف الامثل
 أنت فيه في الرعيل الأول
                                   

 

من له كشف الغطا في الكربات
من هنا تظفر بالعلم الاصيل
من سليل المعشر الغر الاباة
فبك الهم عن الدين انجلا
في مساعيك إلى جمع الشتات
يا هزبرا باسلا يوم الكفاح
و اللسان الحر في المؤتمرات
في الملمات على حد سواء
و تنادي لتراث لا تراث
واجب القادة في هذي الظروف
و هو تحطيم المبادي الوافدات
له اسمى واجبات المصلحين
أم تراه لاعاديهم اداة؟..
في هجوم أو حياد أو دفاع
ماليء اسمى مقامات الهداة
فهو ادركني ينادي يا علي
يا أباه,و قريب كل آت
           

 

من قصيدة للعلامة الخطيب السيد قاسم حفظه الله بعنوان علامة العصر

يا مصلح الشرق بل يا نخبة العرب
و المبتدي العلم الفرد الذي خضعت
ذو مرة و مراس لم يهن أبدا
ان نافسوه فما في الأمر من عجب
قد رام شانيه أن يخفي فضائله
و ان الخطوب تفاقمت ازماتها
كم ابحر خاضها بالعلم طافحة
سمي عليا و باب العلم حيث له
هذا علي و جل الناس تعرفه
ما فيه يا سعد للاعداء مغمزة
زعامة الدين فيه ان هي اكتملت
منه عليه دليل الفضل نلمسه
هذا الذي تعرف الدنيا مواقفه
عنّى الحداة به في كل قافلة
يقظان ما خالطت اجفانه سنة
خير المكاسب فيه و الكفاية في
لولا علي بهذا العصر لا أندرست
نويت كشف الغطا عن كل معضلة
يهنيك يهنيك ما قد حزت من سعة
أعطاكه الله قبل الحلم و اتسعت
أخلصت لله لم تعرف مساومة
جردت سيفك في وجه الظلال لكي
صفاك ربك من صلصال قدرته
فانت قطب الرحى في كل معترك
ما زلت تجمع شمل المسلمين بما
يا واحد الدهر يا غوث الانام إذا
العلم بحر و لم يسبر مداه سوى
سلالة من قديم الدهر نعرفها
فآل كشف الغطا من قبل قادتنا
منهم علي الرضا مأوى الوفود له
علامة العصر بل و هو الحكيم به
لا يطلب العلم الا من فرائده
و هو الرضي صدوق النسك ما ولدت
في البر و الخير وفر المال ينفقه
 

 

من سار خلفك منه الظن لم يخب
له الملوك لدى الاهوال و النوب
كشاف طخيتنا في الروع و الرهب
لأنه زاحم المريخ في الرتب
و هل يعفى شعاع الشمس بالسحب
يلقى الصعاب بوجه غير مكتئب
ما مثله مر في الأزمان و الحقب
بالمرتضى  عليه السلام  صلة بالاسم و السبب
كنز الفقير و تاج الافوه الذرب
اعظم به طاهر القمصان والاهب
لأنها حبوة الانجاب للنجب
و الحسن في التبر غير الحسن في الترب
إرشاده شاده في الوعظ و الخطب
من ازهر النيل حتى منتهى حلب
يرعى الانام بلحظ الوالد الحدب  آراءه أرائه و له الآيات في الكتب
  جل العلوم فلا فقه لمكتسب
ليرتوي منك ظمآن الحشا السغب
في العقل و العقل نور غير محتجب
أفاقه فيك بل في لفظك العذب
تخشى لقاك العدى في الحلم و الغضب
تقضي على الشرك و الالحاد و الريب
و للعلوم اصطفاك الله عن كثب
و ما تدور الرحى الا على قطب
قد خصك الله في علم و في أدب
دارت رحى الحرب لم تنكص على العقب
كف بها تعرف الاوزان للنسب
إذ مالها غير نشر العدل من أرب
فيهم لعمري بلغنا أرفع الرتب
شد الرحال لكشف الغامض اللجب
إتمام نعمتنا في عصرنا الذهبي
فبحره زاخر باللؤلؤ الرطب
أم الفخار له نداً اخا حسب
و كفه و كفها كالغيث منكسب
  

 

من قصيدة للاستاذ السيد عبد الأمير جمال الدين و فيها يشيد بمدرسة الإمام كاشف الغطاء

بعد الصلاة و السلام على النبي العربي الامين و على آله الطاهرين و صحبه المخلصين.

 

حضرة سماحة العلامة الجليل الإمام الفاضل الشيخ علي كاشف الغطاء حفظه الله السلام عليكم و رحمة الله..

يسرني كثيرا أن اقدم بين أياديكم الكريمة هذه الابيات الشعرية البسيطة راجيا أن تنال استحسانكم,فهي عنوان حب و اخلاص و احترام يكنه لكم ولدكم المخلص.

                                                                                 عبد الأمير السيد علي جمال الدين

تحية المجد

طاولي بالحد عزما و اكتسابا
و خذي الحكمة من أصحابها
و إذا ما شاقك الدرب فلا
إنما الدنيا صراع خلقت
وسلاح المرء ايمان به
هذه مدرسة قد فتحت
خصها الباري على من دونها
زمر الباطل مهما اشعلت
فهو ان رمت فقيه بارع
نهل العلم على ابائه..
سل بحمدون إذا ما زرتها
و اسألن بغداد من اطلقها
و اسأل الأزهر ان شاهدته
ان هذا الشيخ اعيا مقولي
أوضح الشيعة في منطقه
أنا ان خاطبتهم يا اخوتي
و علوم الدين مهما عظمت
خلق المرء كفيل وحده
فهو عنوان نفوس كرمت
أنا مهما صغت شعري عاطراً
بورك الموكب في عليائه
 

 

و افتحي للنصر باباً ثم بابا
و اسرعي العدو و لا تخشي الصعابا
يكن الوهن على الدرب حرابا!
لم ينل فيها سوى الشهم الغلابا
يصرع البغي و يرميها رقابا
و عليها لبس الحق ثيابا..!
بامام عربي لن يهابا..
فتناً أن تجعل الأرض يبابا
وهو ان شئت أديب لن يحابا
و استقى من اعذب الورد شرابا
يا ترى من جعل الشيخ شبابا
صرخة لله قد لاحت شهابا!
فهو يعطيك جواباً فجوابا
فهو كالماء إذا انساب انسيابا
و أبان الحق صدقا و صوابا
فلقد خاطبت من عز وطابا
زانت المرء و زادته مهابا
أن يغذي الروح ما لذ و طابا
و جلت عن درن النفس الحجابا
خلته ناء و ما زاد اقترابا
يقع الأرض سهولا و هضابا
 

 

خاتمة الكتاب

 لقد تم الكتاب بعون الملك الوهاب راجين من القراء الكرام ان يقبلوا من هذه الجهود في سبيل لغة الضاد و نرجو من الله تعالى ان يوفقنا لانجاز باقي مؤلفاتنا في مثل هذا الموضوع مثل ما يخص سفر الإمام كاشف الغطاء للبنان و ما يخص سفره لحج بيت الله الحرام و الله و لي التوفيق و هو حسبنا و نعم الوكيل.

 

 

 

 

 

 

 


(1) قالت جريدة الحرية البغدادية في عددها 711 المؤرخ 12 ربيع الأول سنة 1376 وجه سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء نداء للمسلمين عامة يدعوهم فيه إلى الوقوف صفا واحدا لرد اعتداءات اليهود الغاشمة و يهيب بهم و بزعماء العرب جميعا أن يهبوا بعزم راسخ و قدم ثابتة للقضاء على اسرائيل الهزيلة و يحذرهم عاقبة التفرق و الخلاف و يدعوهم إلى الاعتبار بما مر عليهم من صروف الزمن و نبذ كل ما شأنه أن يضعف الأمم العربية و المسلمة في هذه الفترة الحرجة من ايامها.

و قد نشرت جريدة اليقظة البغدادية في عددها 2625 المؤرخ 14 ربيع الأول سنة 1376 نص النداء تحت عنوان نداء عام من سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء للجهاد عن فلسطين.

و نشرته جريدة الأمة البيروتية في عددها 36 لسنتها الثانية المؤرخة السبت 5 نيسان 1958 تحت عنوان نداء عام من آية الله الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء للجهاد عن فلسطين. 

 

(1) اشارت إلى هذا النداء جريدة المنار في عددها 91 /3829 في يوم الجمعة المصادف 18 ج1 سنة 1387 هـ الموافق 25 آب سنة 1967 م.

(1) صرح صاحب المقال بأنا استعملنا هذا التعبير و ما بعده باعتبار ان اليهود قاموا بهذه الأعمال في شخص باعتقاد انه من المسيح A و المقصود منها هو المسيح A فصح خطابه A بهذه الصفات والتعبير عنه بها على ان المقال كان موجها للنصارى و هم يعتقدون ذلك في المسيح.

(1) ذكر لنا بعض المختصين بأن اللحوم التي تذبح في منى لا تصلح للتعليب نظراً لضعف الاضاحي المذبوحة هناك.

  1. جاء في صحيفة الاهرام المصرية 4/10/68 ما نصه: ـــ

و خطب الإمام السيد علي كاشف الغطاء امام الشيعة و رئيس وفد علماء العراق,فأكد وجوب الجهاد الإسلامي الشامل على جميع المسلمين لانقاذ مقدساتهم و تمكين عرب فلسطين من العودة لديارهم التي اخرجوا منها ظلما و عدوانا كما أكد ان النصر لابد أن يتحقق للمسلمين إذا صدقوا ما عاهدوا الله عليه و لبوا داعي الله إلى الجهاد يانفسهم و أموالهم.

(1) قالت جريدة المؤتمر الرابع لمجمع البحوث بعددها المؤرخ 3/10/1968ص5 تحت عنوان(الجهاد و بواعثه).

ثم استؤنفت الجلسة في السادسة و عشر دقائق مساء.و كان أول المتكلمين في جلسة المساء السيد كاظم الكفائي,فالقى بحث سماحة الإمام علي كاشف الغطاء(عن الجهاد و بواعثه الخطوة الأولى للمؤتمر).و قد شمل البحث: ـــ

ــــ عوامل الجهاد في الإسلام و من بينها عامل الجهاد لدفع الاعداء عن بلاد المسلمين و اخراجهم منها بعد التسلط عليها.

ــــالجهاد بالنفس و النفيس محتم على كل مسلم في شرق الأرض وغربها دون فرق بين العربي وغيره في قضية فلسطين.

وفي ختام البحث اقترح على المؤتمر:ــــ

..ان يأخذ على عاتقه معالجة قضايا المسلمين و يوجب على كل مسلم ذكراً أو أنثى دفع مقدار من المال لا يقل عن جنيه مرة في كل سنة.

..ان يطلب المؤتمر من رؤساء المسلمين و ملوكهم إلزام رعيتهم بذلك،لأن هذا الطريق أقرب الطرق وانجحها لجمع المال للجهاد.

..أبدى استعداده لتنفيذ هذا الاقتراح عليه و على أهل بيته.الدعوة الإسلامية وهو محاربة الكفار في  عقر دراهم لرفع مستواهم في عالمي العلم و العمل و الظاهر ان الآيات و الروايات التي اخذ فيها القتال في سبيل الله ناظرة لهذا النوع من الجهاد لان الحرب إنما تكون في سبيل الله إذا كان المقصود منها رفع مستوى المحارب دون النفع الشخصي للمحارب والا لكان الحرب في سبيل النفع الذاتي لا في سبيل الله تعالى،و يدل على وجوب هذا النوع من الجهاد على المسلمين.

الآيات الكريمة المتضافرة وقد جمعتها جمعا مستوفياً كتب ايات الأحكام للجزائري و الجصاص و الابيلي و الفاضل المقداد و غيرهم كما يدل عليه الأحاديث الشريفة المتعاضدة وقد ذكرها العلماء الاعلام في كتبهم الفقهية الاستدلالية وفي كتب الحديث و الرواية وهي تدل بمنطوقها على وجوب جهاد اليهود حتى يسلموا أو يؤدوا الجزية وهم صاغرون. 

(1) جاء في جريدة الجمهورية المصرية بعددها الصادر بتأريخ 11 اكتوبر سنة 1968 تحت عنوان(جنيه من كل اسرة لصندوق الجهاد):

    زعيم الشيعة في العراق طالب بان تدفع كل اسرة مسلمة في العالم مبلغ جنيه واحد على الأقل لصندوق الجهاد و الدعوة الإسلامية و ان كل من يتخلف عن هذا الواجب يقاطعه المسلمون في كل مكان و لا يتعاملون معه و لا يخاطبونه.عرض هذا الاقتراح على علماء المسلمين.

(1) هو سماحة الإمام الشيخ كاشف الغطاء.

(1) هو سماحة الإمام علي كاشف الغطاء.

(1) هو سماحة الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء.

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD