حقيقةُ المُبَشِّريْن

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد:

[قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
 لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ]

صدقة الله العلي العظيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وصحبه المنتجبين.

وبعد:

فقد سألني بعض المؤمنين ممن يغار على دينه أن أكتب ما يُظْهِرُ حقيقة المبشرين وما يقومون به من التبشير بين العوام والأميين بتلك الطريقة التي صبغوها بصبغة دينية، وطلوها بطلاء روحاني، وجعلوها آلة للإغواء والضلال وذريعة للخلاف والفساد ليتوصلوا بذلك إلى الاستيلاء على البلاد واستعباد الأمم والشعوب مستغلين أوضاع المسلمين في هذا الزمان.

فأقول مُسْتَعِيْناً بالواحد الأحد الفرد الصمد: أيها المسلم احذر هؤلاء المبشرين الذين تلقنوا طرق الغواية وسبل الإضلال وبرعوا في وسائل الغش والخداع، وأدرت عليهم أخلاف السياسة والعصبية الأموال والرواتب فانتشروا في سائر الأقطار والأمصار حاملين بعض المطبوعات المنطوية على الخدع والأباطيل والشبهة والأضاليل والقدح بالأنبياء والحط من كرامتهم، وليس من وراء ذلك غاية إلا الإغواء والتضليل ولقاح الفتنة وشق العصا وتفريق الكلمة وبث بذور الفساد، فلو وسموا بالمفسدين لكن ذلك بهم أليق وبمقاصدهم ألصق. واعلم أيها المسلم أنّ أهم مقاصد الرسالة المحمدية هي محق الديانة الوثنية وإثبات وحدانية الخالق وتنزيهه عن الشركاء وثبوت المعاد والثواب والعقاب، أما هؤلاء المبشرين فيدعون إلى الشرك وتأليه المخلوق وعبادة غير الخالق والقول باتحاد المخلوق مع الخالق تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً، ونسأله النجاة من هذه الأباطيل والشبهات من أصحاب التبشير والفوز يوم المعاد إنه الهادي إلى سواء السبيل، وسبحان رب العزة عما يصفون والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD