أسباب عزوف الشباب عن القراءة

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف النبيين وخاتم المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

إن عزوف الشباب عن القراءة مشكلة يواجهها المجتمع عامة وشباب الأمة الإسلامية خاصة, ولا شك أن يكون ذلك هو أحد أسباب في تأخر الأمة. فالقراءة هي مصدر الوعي في المجتمعات, وهي نماء العقول وبناء الثقافات, وبها تحصيل الرفعة والتقدم والبناء.

 

والملحوظ أن أهم أسباب ظاهرة عزوف الشباب عن القراءة والمكتبات هي:

أسباب تربوية: كعدم الوعي والفهم بأهمية القراءة في حياة الفرد والجماعة, حيث تغيب ثقافة الكتاب عن بعض البيوت والمحاضن التربوية, وضعف المستوى التعليمي والاكتفاء بقراءة المجلات والصحف, والإقبال على الأقراص المدمجة والشبكة العنكبوتية (الأنترنت), والكتب المعروضة في الأسواق سطحية المضمون أو تتناول مسائل نظرية بعيدة عن الواقع أو لا تلبي حاجات المجتمع ومشاكله بل معظمها تتناول الماضي, وعدم تكليف الأساتذة والمدرسين تلامذتهم بكتابة البحوث وحثهم لزيارة المكتبات.

أسباب شخصية: كعدم وجود الحماسة في طلب العلم ورفع الجهل عن النفس, والبعد عن الأجواء العلمية, وعدم التحمس في المشاركة فيها, والغرور والنظرة الضيقة للنفس, وسرعة الملل وقلة المثابرة وعدم التوازن, فتجد الشاب يهتم بأعمال وأمور وينسى الاهتمام بجانب القراءة والاطلاع.

أسباب اقتصادية: بسبب غلاء أسعار الكتب أو قصور دخل الشباب أو استغراق أعماله جل يومه أو الوهم الخاطئ للشاب حيث يقول: وأي شيء ناله القارئ من كتبهم؟! هل صاروا نجوما! كمن يحسن التحكم في قدمه أو حنجرته أو بعض جسده.

أسباب إدارية: وتبرز عند مَن لا يُحسن تنظيم وقته, ولا يعرف أولوياته, ولا يرتب أدوار حياته, والتخبط في تراتيبة القراءة, وعدم التدرج في تناول الكتاب, وعدم معرفة المنهج الصحيح للقراءة والاسلوب للكتاب المقروء الذي ينبع منه عدم الفهم وبالتالي سبب للنفور من القراءة.

ومن الواضح ان مدينة النجف الأشرف تضم مجموعة من المكتبات الضخمة محط رواد الفكر والباحثين وطلاب الحوزة العلمية, وتمتاز إنها تحتجن المراجع والمصادر للعلوم الشرعية والإنسانية, كما تحتفظ بالمخطوطات القيمة.

وتعتبر مكتبة كاشف الغطاء العامة من المكتبات التي فيها أكثر من 45 ألف مصدر من المخطوطات, وقد صدر فهرس لثمانية آلاف مخطوط في مجلدين, كما تضم فيها من الوثائق ما يقارب ستة ملايين وثيقة, وإن اكثر روادها هم من المحققين والباحثين للمخطوطات وطالبي الوثائق, كما أن أكثر طلبة الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه يراجعون المكتبة المذكورة لاحتوائها على الرسائل الجامعية والمصادر والمراجع المهمة والكتب المطبوعة النادرة, كما أن طلبة المرحلة الرابعة للكليات الإنسانية يراجعون المكتبة لكتابة بحوث التخرج.

ويبلغ معدل طلبة المخطوطات والوثائق سنوياً ما يربو على (2000) طلب مقدم من قبل المراجعين للمؤسسة والمكتبة, كما أن المكتبة تلبي طلب كل من يرغب في تحقيق مخطوطة خارج العراق أو داخله من خلال حملها على الشبكة العنكبوتية بإرسالها للباحث.

وقد عملت المكتبة على إضافة ميزة مهمة لتحفيز الشباب على المطالعة, وهي الاستعارة الخارجية.

مناشدة:

نناشد الأسرة في توعية أولادهم وتحفيزهم على القراءة ومراودة المكتبات العامة.

أساتذة الكليات والجامعات في الطلب من طلابهم كتابة بحوث شهرية في مواضيع يعينها الأستاذ لهم, ويرشدهم إلى مصادر المكتبات العامة المتواجدة في المدينة.

 

المكتبات العامة في تيسير وتسهيل كل السبل الممكنة أمام المراجعين للاستفادة منها, والاطلاع على كنوزها.

 
 
البرمجة والتصميم بواسطة : MWD